هي المتعبة أم أنا؟
لا أعلم حقاً هل هذه البلاد أصابها التعَبْ والعجَزْ، أم نحن الذين لم نفهم الرسالة حتى الآن -ليس الرسالة ذائعة الصيت- بل تلك التي تدعونا للهجرة، تلك التي تخبرنا بأنه لم يعد يوجد شيء على هذه الأرض يستحق الحياة، فعليكم بالرحيل.
اقرأ أيضاًالأمم المتحدة تحذر من ارتفاع الأسعار في سوريا.. والحكومة تلتزم التصفيق!
لم يعد قانون "قيصر" الحجة الوحيدة لتزايد ظاهرة الفقر في سوريا، بل بات العنوان العريض لفشل الحكومة في اتخاذ القرارات، التي ربما تخفف من أعباء المواطنين، قرارات داخلية ضمن ما يُعرف بإدارة الأزمات من زراعة وتجارة، وإدارة موارد بشرية، تقوم بالشراكة من الناس وإدخالهم بهذه الدائرة.
اقرأ أيضاًالحلويات في سوريا "ديلفري" للأغنياء.. و«الفقير لح يعيد بالزلط»
خاص/ حسن سنديان لم تعد مرارة الدنيا تقتصر بظروفها على الفقراء فقط بل باتت بطعهما أيضاً، إذ أصبحت الحلويات في سوريا من نصيب الأغنياء فقط، وما على الفقير إلا التوجه إلى الحلويات "البازارية" الرخيصة علّها تعوض مرارة السنين في شهر رمضان.. فكل ممنوع مرغوب، هذه الجملة لم تعد فلسفية فقط، بل لطالما أسقطت على الوضع الحالي في سوريا خصوصاً في شهر رمضان، فأصبحت الحلويات الرمضانية "ممنوعة مرغوبة" لدى الفقراء، ومن نصيب الأغنياء.
اقرأ أيضاًامتحان الله في سوريا.. « شماعة الحكومة والمؤسسات الدينية لكم الأفواه»
خاص/ حسن سنديان جلس مولانا وبيده السبحة، "المسبحة"، "يسبح الله بحمده"، و"كرشه" متدلي بين ركبتيه يكاد أن يلامس الأرض، «يا بُني إنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فيبتلي عباده بالسراء والضراء وبالشدة والرخاء، وقد يبتليهم بها لرفع درجاتهم وإعلاء ذكرهم ومضاعفة حسناتهم كما يفعل بالأنبياء والرسل»، هذا مادار بين الصحفي كاتب المقال وأحد الشيوخ، حول الفقر المقبع في بلادي ولماذا حلّ علينا نحن السوريين تحديداً؟.
اقرأ أيضاًالموت الرحيم في سوريا حوداث جرت تحت مسمى قضاء الله وقدره؟
خاص / حسن سنديان "قالوا لأمي وأقربائي سنعطيه إبرة لرفع أكسجته بعد تصوير رئته صورة محورية.. في حال لم يستجب، فذلك قضاء الله وقدره".. بهذه الكلمات تروي "ب.ش" 24 عاماً كيف توفي جدها على طريقة "الموت الرحيم"، الممنوع في سوريا، لكن الأمر ليس طوعياً بل اختار قدره أحد الأطباء المشرفين في مشافي اللاذقية، نظراً لحالة رئته المتهالكة.
اقرأ أيضاًالتشرد الصباحي للوصول إلى العمل.. حال السوري كل يوم «رضينا بالقلة والقلة ما رضيت فينا» !
لم يختلف صباح السوريين في العاصمة "دمشق"، اليوم عن أيّ صباح سابق فالشوارع تحولت لـ"حلبات سباق" خلف "السرافيس" و"التكاسي" بهدف الوصول إلى وظائفهم خوفاً من أيّ عقوبة ظالمة تنزل عليهم ضمن الظروف السيئة التي يمرون بها.
اقرأ أيضاً"الرحم المأجور"عادة قديمة جديدة في سوريا.. حسّ الأمومة يفسد صفقة التلقيح!
خاص/ حسن سنديان خلفت الأزمات والحروب مفرزات، من الواضح أنها تخالف العادات والتقاليد لدى المجتمعات العربية وخصوصاً السورية، وشاع مؤخراً الزواج لفترة قصيرة وبيع الخصية، والرحم المأجور، كلّ هذه المفرزات على ما يبدو أنها نتاج أزمة اقتصادية خلفتها حرب دامت لأكثر من عشر سنوات، ولكن موضوع "الرحم المأجور"، الذي بات حديث الشارع السوري، لم يكن وليد الأزمة بل موجود عند بعض السوريين من قبل الحرب ولكن بالخفاء، وبعضه ظهر جلياً في الحرب.
اقرأ أيضاًفي عقد الحرب.. هل تعلمنا الدرس ؟!
«عليك أن تعلم علم اليقين، بأن المرء يخوض صراعاً بينه وبين نفسه كل يوم، مع ألف هم وألف حزن ومئة ضعف ليخرج أمامك بكل هذا الثبات» هول حديث لخصه المفكر الروسي أنطون تشيخوف يتحدث عن معاناة الإنسان، حاله كحال السوريين اليوم. . الذين أصبحوا يقفون على ناصية الطابور يحلمون بوصول دورهم سواء من البنزين أو الخبز أو الغاز بات الحديث الأبرز لديهم عن مقومات الحياة الأساسية. .
اقرأ أيضاً