"موسى شماس".. ماذا تعرف عنه القيادة الرياضية حالياً!!
عبد العظيم العبد الله
يتساءل الرياضيون في سوريا عن أحوال الكابتن "موسى شمّاس"، الذي منح جلّ سنوات عمره في خدمة الرياضة السورية، محققاً لها إنجازات صعبة المنال.
أهل الرياضة في الحسكة والذين لا يكلون ولا يملون من زيارة دمشق لسبب ودونه، هل خطر ببال أحدهم السؤال عن "الشمّاس" الذي ما تخلى عن مشاهدة مباراة كروية للأندية السورية عامة وأندية الحسكة خاصة، إلا عندما هرم جسده ولم تعد تحمله قدماه ليقوم بأي حركة!.
الرياضيون يعذرون القيادة الرياضية من التقصير حالياً، فهي مشغولة بالكراسي الجديدة واستقبال المهنئين والمباركين وغالبية المنافقين حسب كلام الشارع الرياضي، لكن الوضع الصحي للكابتن "شمّاس" ليس وليد اليوم والأمس، فهو في حالة صحيّة حرجة ويمر بظروف صعبة للغاية، أفقدته الكثير من ذاكرته، وفي اتصال لجريدتنا فتح "الشمّاس" قلبه، قائلاً: « لم يسأل عني أحد، وأنا مصر للبقاء في وطني، رفضت الهجرة رغم الدعوات إليها لأني سأموت في دمشق، لا همّ لي اليوم سوى سماع أخبار طيبة عن منتخباتنا الوطنية، لا أستطيع متابعتها، واسمعها من الأصدقاء!».
الكثيرون عدّوه رمزاً رياضياً، فقد انتسب إلى ملاعب كرة القدم وعمره 14 عاماً، وتحمل مسيرته صفحات كثيرة وجميلة، قال عن بعضها رفيق دربه لسنوات طويلة الكابتن "جورج خزوم": «كان اللاعب الوحيد من المنطقة مع فريق الشهباء بحلب وعمره 17 عاماً، أثناء خدمته الإلزاميّة 1953 انضم لفريق المنطقة الشماليّة العسكري، وحقق معه انتصارات مهمة».
نال لقب أفضل لاعب سوري ضمن الاستفتاء الذي جرى عام 1954، ولعب مباريات كثيرة، أهمها موقعة "برشلونة" في دورة المتوسط عام 1957، وحاز على ذهبية بطولة الجامعة العربية في "تونس" بعد الفوز على البلد المستضيف في النهائي.
في عام 1958 أثناء الوحدة بين "سوريا ومصر" كان اللاعب الوحيد من سوريا في التشكيلة الأساسيّة لمنتخب الجمهورية العربيّة المتحدة، وعشرة لاعبين من مصر، وفي الدورة الأولمبية عام 1960 بمدينة روما الإيطالية ، نال لقب "السلطان" من الصحافة المصرية، لعب مباراة للتاريخ ضد المجر، أحد أقوى المنتخبات حينها، ومع المنتخب العربي لعب مع أسماء لها وزنها في تاريخ الكرة العربية، أمثال "صالح سليم، عادل هيكل، يكن حسين".
غنى له فنان الشعب "رفيق سبيعي" وللمنتخب عندما أحرز المركز الثاني ببطولة كأس العرب في العاصمة العراقية بغداد عام 1966، وبعدها انهالت عليه العروض الكروية من أندية كبرى سنة 1960، حيث قدم له نادي "باشكتاش التركي" عرضاً رسمياً بحضور أعضاء السفارة السورية في أنقرة، وقبله عقداً من نادي باريس سان جيرمان الفرنسي عام 1957، لكن العرضين لم ينجحا بسبب ارتباطاته مع ناديه في سوريا، وتبقى ثلاثيته في مرمى ساحل العاج عام 1969 هي أجمل الأهداف التي أحرزها في مسيرته الكروية.
اعتزل اللعب عام 1970 وبدأ رحلة التدريب مع نادي الجيش لمدة عامين، وخضع لدورتين تدريبيتين في ألمانيا، حصل على شهادة الامتياز في التدريب، وتكريم من السفارة الألمانية بدمشق، قبل أن يعود مساعداً لمدرب الجيش آنذاك الإنكليزي "ويليم بيل" فاكتسب من الطريقة الإنكليزية في التدريب، كما درّب المنتخب الوطني عام 1981، وكانت له عدة تجارب احترافية كمنتخب الإارات و نادي سريانسكا السويدي لموسمين، ونادي يونايتد الأمريكي لفئة الشباب.
عودته إلى سوريا كانت عام 1984 وعمل مدرباً للمنتخب الأول والأولمبي لمرّات عديدة، وأندية عديدة مثل (الوحدة، المجد، حطين، جبلة، الجهاد)، مع العلم أنه أول من أدخل خطة 3/5/2 للكرة السوريّة.
ويبقى السؤال الأخير للمعنيين، هل يشفع هذا التاريخ الحافل بالإنجازات، لطرق باب "الشماس" في منزله الذي لا يبعد عنهم سوى أمتار قليلة فقط!.
المصدر: خاص
شارك المقال: