في عقد الحرب.. هل تعلمنا الدرس ؟!
«عليك أن تعلم علم اليقين، بأن المرء يخوض صراعاً بينه وبين نفسه كل يوم، مع ألف هم وألف حزن ومئة ضعف ليخرج أمامك بكل هذا الثبات» هول حديث لخصه المفكر الروسي أنطون تشيخوف يتحدث عن معاناة الإنسان، حاله كحال السوريين اليوم. . الذين أصبحوا يقفون على ناصية الطابور يحلمون بوصول دورهم سواء من البنزين أو الخبز أو الغاز بات الحديث الأبرز لديهم عن مقومات الحياة الأساسية. .
في العقد العاشر ل الحرب، ل الأزمة، ل الحراك إلخ، سموها ما شيئتم، تحولت سوريا من بلد الخيرات إلى بلدة يرزح تحت خط الفقر، يذوق فيه داخل البلاد لوعة مسلسل الانتظار على أمل (الله يفرج)، يهمس أحدهم في أذن الآخر تعلمت الدرس. . يجيبه «ليش الأسى بينتسى».
مرت عشر سنوات من الحرب. . أسئلة كثيرة تدور في أذهاننا اليوم. . هل تعلمنا الدرس جيداً؟ ! . من المسؤول؟ ! . . لماذا نحن؟ ! . . أصبح البعض ينتظر حلول السماء بعدما انتهت حلول الأرض بنظرهم. . زهرة شباب السوريين قد ذبلت برأي أحدهم. . أصبحوا مشتتين بين حلم الانتظار وحلم البقاء. . تحولت حياتهم إلى كوابيس. . بقي الجميع ينتظر نهاية القصة الحزينة مثل نصل للنهاية ليست بالضرورة أن تكون سعيدة. . المهم أن نصل إلى نهاية ما يحدث.
قالها مارتن لوثر كينغ الابن «سيكتب التاريخ أن أكبر مأساة في فترة التغير الاجتماعي هذه لم تكن الضجة القاسية للناس السيئين، ولكن الصمت المروع للناس الطيبين»، هذا الصمت الذي أصبح السمة الرائجة بين السوريين اليوم. . يقول أمجد الذي لجأ إلى ألمانيا الصمت في حرم المعاناة جمال. . . لا أحد يريد الحديث عن وجع الوطن. . لا موالاة ولا معارضة. . الجميع هنا تجاوزا مرحلة الصدمة ودخلوا في مرحلة أخرى. . قد يكون الندم هو ما يتبادر للأذهان حالياً. . السياسة أصبحت إحدى كوابيس السوريين الآن. . البعض يسير على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، المهم أن نعود إلى ما كنا عليه.
في الختام، قد تفرقنا الآراء والتوجهات، وحتى حديث السياسة الذي لم يكن يشغل بال السوريين يوماً. . لكن بكل تأكيد جمعتنا المعاناة تحت غطاء واحد أصبح الحديث عن السوريين يشغل مواقع التواصل مرتبط بحدثٍ أليم. . سيذكر التاريخ يوماً أننا اختلفنا بالتوجهات واجتمعنا على حب سوريا. . فلتحيا المعاناة التي لولاها لما شعرنا بقيمة الأشياء التي كانت لدينا وفقدناها.. فهل تعلمنا الدرس جيداً ؟!.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: