Saturday April 20, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الموت الرحيم في سوريا حوداث جرت تحت مسمى قضاء الله وقدره؟

 الموت الرحيم في سوريا حوداث جرت تحت مسمى قضاء الله وقدره؟

خاص / حسن سنديان 

"قالوا لأمي وأقربائي سنعطيه إبرة لرفع أكسجته بعد تصوير رئته صورة محورية.. في حال لم يستجب، فذلك قضاء الله وقدره".. بهذه الكلمات تروي "ب.ش" 24 عاماً كيف توفي جدها على طريقة "الموت الرحيم"، الممنوع في سوريا، لكن الأمر ليس طوعياً بل اختار قدره أحد الأطباء المشرفين في مشافي اللاذقية، نظراً لحالة رئته المتهالكة. 

تروي الفتاة العشرينية "ب.ش" لحظة إدخال جدها إلى المستشفى، وهو في حالة ضيق صدر، ظن الأطباء أنها كورونا، تقول «أجريت له ثلاث مسحات للتأكد، لكن الأمر لا يبدو كذلك، بل بعد التحاليل والصور الصدرية الأولى، تبين أن جدي أخفى منذ ثلاث سنين مرض السرطان الذي أصاب صدره»، وتضيف « طلب الأطباء إجراء صورة محورية لجدي، كي يتم تشخيص مدى إصابته بالمرض، مع إعطائه إبرة قال الأطباء إنها ترفع من أكسجته وفي حال استجاب فيتم علاجه بالجرعات». 

بعد خروج الطبيب يعلن نبأ وفاة جدها بساعات، بدأت الأمور تتقلب في ذهن "ب.ش" وتساؤلات كيف مات جدها هل جراء السرطان أم أنه موت رحيم؟.. قرره الأطباء نظراً لحالة جدها الميؤوس منها.

تقول الفتاة العشرينية، «لم يبق من رئته سوى نصفها، ولا يمكن معالجتها بالجرعات الكيماوية، رحل جدي ولم أعرف ما نوع هذه الإبرة، هل فعلاً إبرة هلامية، أو لرفع الأكسجة، وما سبب حالة الثبات المطلوبة كي يتم إجراء الصورة».

"أبو هاني" 55 عاماً يروي مايحدث ليلاً في أحد المشافي الحكومية، وتحديداً في قسم "عزل مرضى كورونا"، يقول «الأصوات لازلت أذكرها تماماً، لا أحد يسمعهم، وفي اليوم التالي رأيت كيف يتم وضعهم بأكياس محكمة الإغلاق تماماً، ليتوجهوا بهم إلى مدافن منطقة نجها، الخاصة بدفن مرضى كورونا». 

وتابع، «سألوني عن حالتي، هل تحتاج شيء، كنت أعلم أنه طالما لست أعاني من أي شيء ولا أتطلب فأموري سليمة، لن أذهب إلى نجها!».

طبياً هل يوجد إبرة لرفع أكسجة المريض؟

في حال كانت الإبرة لرفع أكسجة المريض، فإن هذا الأمر منفي تماماً بحسب أحد أخصائيي التخدير يعمل بمشافي دمشق، رفض الكشف عن اسمه، قائلاً «لوكان هناك إبرة لرفع الأكسجة لما كنا بحاجة إلى أجهزة أكسجين لمرضى كورونا، ولو كانت الأكسجة منخفضة، فليس هناك اختلاف بين حالة مصاب السرطان أو كورونا في انخفاض الأكسجة»، مضيفاً «ربما تلفت رئة المريض بأول جرعة كيماوي، ولم يتقبلها جسم المريض، وغير ذلك لا أعلم بالتفاصيل ولا أريد أن أدخل بالباقي».

الدستور السوري والموت الرحيم.. ما هو الجرم

"الموت الرحيم" أو الموت الطوعي هو مصطلح يشير إلى ممارسة إنهاء الحياة على نحو يخفف من الألم والمعاناة، وفقاً لمجلس اللوردات البريطاني اللجنة الخاصة بآداب مهنة الطب، وهو بمعنى أدق «إجراء تدخل متعمد مع الإعلان عن النية في إنهاء حياة للتخفيف من معاناة مستعصية على الحل وبموافقة المريض أوذويه».

أما في الدستور السوري فالمشرّع السوري لم يجيز موضوع القتل الرحيم بدافع الشفقة، حيث يعتبر فعل جرمي وفقاً لما ذهبت إليه المادة ٥٣٨ من قانون العقوبات العام، وفقاً لما أفادته المحامية آلاء سيوفي، ويعاقب القاتل بحسب الدستور بالاعتقال عشر سنوات على الأكثر من قتل إنساناً قصداً بعامل الاشفاق بناء على إلحاحه بالطلب.

وتضيف المحامية آلاء بأنه يعاقب كل من قام بالفعل سواء كان من أفراد عائلته أو الطبيب المعالج، وذلك بعد ثبوت أركان جريمة القتل بدافع الشفقة، حيث لابد من توافر علم الفاعل بالفعل الذي يقوم به وبالنتيجة التي سيؤدي إليها فعله، ويعتبر الطبيب الفاعل "قاتل".

ووفقاً لموقع "ماي ديث ماي ديسيجين" البريطاني هناك 14 دولة في العالم تطبق قانون القتل الرحيم وهي: بلجيكا  لوكسمبورغ، هولندا، سويسرا، كولومبيا، كندا، وفي ست ولايات أمريكية "كاليفورنيا ، كولورادو ، مونتانا ، أوريغون ، فيرمونت وواشنطن". وفي كل من الدنمارك وفنلندا وفرنسا والهند وإيرلندا وإيطاليا والمكسيك يوافقون على تقديم العلاج الذي يتناوله، ما يعجل بوفاته. والقتل غير المباشر عن طريق إعطاء المريض مسكنات لها مضاعفات في ابطاء التنفس وتثبيط عضلة القلب ثم الموت. 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: