Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الحلويات في سوريا "ديلفري" للأغنياء.. و«الفقير لح يعيد بالزلط»

الحلويات في سوريا "ديلفري" للأغنياء.. و«الفقير لح يعيد بالزلط»

خاص/ حسن سنديان 

لم تعد مرارة الدنيا تقتصر بظروفها على الفقراء فقط بل باتت بطعهما أيضاً، إذ أصبحت الحلويات في سوريا من نصيب الأغنياء فقط، وما على الفقير إلا التوجه إلى الحلويات "البازارية" الرخيصة علّها تعوض مرارة السنين في شهر رمضان.. فكل ممنوع مرغوب، هذه الجملة لم تعد فلسفية فقط، بل لطالما أسقطت على الوضع الحالي في سوريا خصوصاً في شهر رمضان، فأصبحت الحلويات الرمضانية "ممنوعة مرغوبة" لدى الفقراء، ومن نصيب الأغنياء. 

خلال جولة بسيط في سوق الجزماتية بحي الميدان بدمشق، تشهد المنطقة اكتظاظاً كبيراً قبيل الافطار بساعات، لكن دون حركية شرائية، أي تسوق وهمي ليس أكثر، يقتصر على العناصر الأساسية لمائدة الإفطار الشحيحية.. منطقة زين أصحابها واجهات محلاتهم بأشهى أنواع الحلويات، الفاخرة، المحشوة بالسمن العربي والفستق، تحضيراً لعيد الفطر، ترافق هذه المحلات "بسطات" مكتظة "بالعوامة" و"الناعم"، وغيرها من الحلويات البسيطة، المخصصة فقط للفقراء، إذ يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من «المبرومة» و«الآسية» و«البلورية» و«البقلاوة» ذات الصنف «الممتاز» والمحشوة جميعها بالفستق الحلبي والمصنعة بالسمن الحيواني ما بين 70 – 80 ألف ليرة، بينما يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الصنف «أول» من تلك الأنواع ما بين 40 – 50 ألف ليرة، و«الوسط» ما بين 20 – 30 ألف، بينما يبلغ سعر كيلوغرام الصنف «الشعبي» والمشحو بفستق عبيد ما بين 10 – 15 ألف.  

لم يقتصر الأمر على الحلويات فقط، بل محلات الألبسة، التي أصبحت حلم بالنسبة للفقراء، رغم اكظاظ الأسواق في أخر أسبوع من رمضان، إلا أن التسوق بات فرجة فقط، حيث بلغت قطعة الملبوسات المتوسطة، حوالي ثلث راتب الموظف الحكومي، حيث يبلغ راتب الموظف حوالي 80 ألف ليرة سورية، وسعر قطعة "القميص" أو "البنطال" تقدر بحوالي 25 ألف ليرة، كسعر متوسط إن وجد في أغلب المحالات، عدا عن المائدة الرماضانية اليومية التي تكلفتها بلغت 10 آلاف ليرة سورية، دون دخول أي نوع من أنواع اللحومات والدجاج، وإنما تقتصر على الأرز والبرغل وغيرها من الأساسيات.

هذه المعاناة، لاقت خطوات إيجابية من وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، حيث نشرت عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك عن مبادرة باسم حملة الخير خيرك في طرطوس، لإحدى الجمعيات التابعة لرجال الأعمال، أشرفت عليها الوزارة، إذ تضمنت الحملة بحسب ما نشرته الوزارة « توزيع مبالغ مالية لعدد من الفقراء والمحتاجين ، كما قامت  بتسديد مبلغ مترتب لاجراء عملية /فك التصاق أصابع اليد من البطن/ لطفل "تسع سنوات"، بالإضافة الى تسديد ديون أسر فقيرة في الصيدليات».

يأتي ذلك بعد إصدار مرسوم رئاسي خلال الأسابيع الماضية، يقضي بالتشديد على ضبط الأسعار وتكليف وزارة التجارة الداخلية بهذه المهمة ضمن تشكيل لجنة في كل محافظة مهمتها تحديد أسعار المواد والسلع والخدمات المحلية، وتضم ممثلين عن الجهات المعنية بذلك، بعد أن كانت هذه المهمة بإشراف المكتب التنفيذي سابقاً، في حين لم نشهد أي مبادرة من قبل الوزارة سوى بإصدار مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في حلب، قراراً برفع سعر مبيع قرص الفلافل إلى 100 ليرة، وسندويشة الفلافل إلى 800 ليرة، وكيلو الحمص إلى 3500 ليرة.

 

 

 

المصدر: خاص

شارك المقال: