مداهمة أكبر خلايا غسل الأموال في دمشق
"خاص Qmedia"
قبل أيام ..
في تمام السابعة ليلاً.. كان لقلوب تلك العصابة وقع مختلف، فعقرب الثواني بدأ يطول مع اقتراب عناصر الأمن من جدران حجرهم في قلب المدينة!
4 سيارات تابعة لـ "هيئة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب" بمؤازرة من قوى الأمن الداخلي، ضغطت زر المحرك بأمر قضائي من النائب العام، لتقتنص هؤلاء في عقر دارهم بعد ورود "إخباريات" عن تشكيلهم خلية تلاعب بسعر الدولار تهدف إلى الربح الخاص، وذلك على مدار السنوات السبع الماضية، ليكونوا حرباَ على الحرب وميتة أخرى ذاق ويلاتها الناس يوما بيوم وشهرا بشهر.
مداهمة لم تكن في الحسبان!
لم يكن يعلم هؤلاء والذين يترأسهم "أكبر تاجر عملة" في البلد، أنهم على مقربة من تقرير المصير، فقد ظنوا أن وكرهم المحصن قرب فندق الشام سيقيهم شر أعمالهم.
في ذلك التوقيت وبينما كانوا يقومون بعملهم المعتاد ضاربين العملة المحلية عرض الحائط عبر الرفع الوهمي لسعر الدولار، وصلت القوى الأمنية مكان الجريمة وفق خطة محكمة مستقصيين إحداثيات المكان الذي غُيّرت ملامحه بما يتوافق مع سرية العمل.
فحسب مصادر خاصة شكّلت هذه الخلية مستعمرة أقرب للمتاهة، بجدران من حديد لها مدخل سري تعزل الطابق الموجود في البناء كليا عما يحيط به.
مصادرات وقائمة بأهم المتورطين!
ما أن اقتربت أصوات القوى الأمنية أثناء عملية المداهمة، بدأت الخلية لملمة أكداس العملة، محاولة الهرب بالموجودات.
اخترقت قوى الأمن باباً تلو الآخر، للوصول إلى وكر هؤلاء وسط تخبط وحيرة لمعرفة طريق النجاة، ومحاولات مستميتة لمحو آثار الجريمة قبل الفرار. ولكن لحسن الحظ لم تنجح مساعيهم!
إذ تمكن الأمن بكل احتراف من مصادرة كميات كبيرة من الأموال إضافة إلى إيصالات مالية وقائمة تحويلات تضم أسماء كبار المتورطين، وبطاقات أمنية تُسهّل تجوال موظفي الخلية، علاوة على استحواذ أسلحة متنوعة وسيرفرات نقل بيانات لا تمتلكها الدولة السورية.
هروب غير مدروس!
رغم لجوء الخلية إلى منفذ خارجي اكتشفته القوى الأمنية خلال المداهمة إلا أن عملية الفرار تلك لم تكن مدروسة، فقد نسيت إخفاء العصب الأساسي لحركة الموظفين داخل المبنى والمتمثل بكاميرات DVR المتواجدة في كل الزوايا.
القوى الأمنية راجعت التسجيلات الموثقة بالصوت والصورة ولديها الآن وبالدليل القاطع قائمة بأهم الموظفين والعملاء المنتهكين لحرمة الأمن الوطني، مع العلم أن أحد هؤلاء مُجنّد يعمل لدى إحدى الجهات الأمنية.
المصرف المركزي يضرب بيد من حديد..
عملية المداهمة جاءت بالتنسيق الكامل مع مساعي مصرف سورية المركزي بالسيطرة على قيمة العملة والتي تمثلت مؤخراً بإصدار قرار شهادات الإيداع بالليرة السورية في خطوة فريدة من نوعها، تعمل على معالجة السياسات المالية الخاطئة التي طبقت خلال الفترة الماضية من قبل المسؤولين السابقين حسب الخبير الاقتصادي "سنان ديب"، والذي صرح لجريدتنا أن "القرار سيحرك الكتلة المالية في السوق ما يرفع قيمة الليرة السورية عند سحبها من التداول على حساب باقي العملات الأجنبية".
الجهود المبذولة هذه تأتي ضمن حملة موازية للمركزي لحماية الاقتصاد الوطني والجهاز المصرفي من الجريمة المالية وضمن عملية الإصلاح المصرفي والمالي في سوريا عبر الكشف عن شبكات الاتجار غير المشروع بالقطع الأجنبي.
يشار إلى أن هيئة مكافحة غسل الأموال هي هيئة مستقلة ذات صفة قضائية تابعة لمصرف سورية المركزي، يقوم عملها بشكل أساسي على تلقي البلاغات عن العمليات المشبوهة الواردة من جهات مختلفة كالمصارف مثلاً، وإجراء التحقيقات والتحليلات المالية لها، وإحالة هذه البلاغات إلى الجهات القضائية المختصة في حال التأكد من الاشتباه بجرم غسل الأموال، والتحقق من قيام المصارف والمؤسسات المالية وغيرها من المؤسسات والجهات غير المالية بالتقيد بالقوانين والأنظمة والتعليمات المتعلقة بمكافحة غسل الأموال.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: