"الذباب الإلكتروني" .. سلاح جديد ضد دمشق !
"جميع الأمور المتعلقة بالحرب تعتمد على الخداع"، قالها فيلسوف صيني منذ ما قبل الميلاد بخمسة قرون يدعى سون تزو، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم يمكننا اعتماد هذه المقولة كقاعدة تسري في جميع الحروب والأزمات ولا سيما الأزمة السورية، ذلك أن الدولة التي تنفض عن نفسها غبار الحرب حالياً، تعرضت على مدى الأعوام التسعة المنصرمة لعدد غير متناه من الشائعات التي تمسّ حياة المواطن السوري بشكل مباشر.
اقرأ أيضاًآفاق عودة العلاقات السورية-السعودية
لا شك في أنّ العلاقات العربية البينية لم تكن يوماً علاقات محكومة وفق أسس وقواعد. وإنّما وفقاً لطبيعة الأدوار الإقليمية والدولية وتبدلاتها.. ولم يَحدث أن شهد النظام الرسمي العربي هذه الحالة من التردي والعداء رغم حدوث الكثير من الأزمات والتوترات الاقليمية التي لم تقطع شعرة معاوية بين دوله الفاعلة وتحديداً السعودية وسوريا.
اقرأ أيضاًهل تحقق "روسيا" خرقاً في الموقف السعودي ؟
يبدو أن مناخ التسوية قد يجد فسيح أمل له في ظل التصعيد الخطير الذي يلم بالمنطقة، فالعلاقة "السورية السعودية" يبدو أنها ستشهد نوعاً من دفئ البطيء خلال الفترة القادمة في ظل توافر معطيات بدأنا نلمسها بشكل واقعي، ويبدو أن "العراق" و"روسيا" هما من يسعيان لحصول مثل هذا التقارب ويرعياه.
اقرأ أيضاًهل تُحشر "أنقرة" و"الدوحة" في خانة "دمشق" ؟
تلقفت "الرياض" فوراً، التصريحات الإيرانية على لسان وزير الخارجية الإيراني "محمد جواد ظريف" من "تركيا"، حول سعيه لتقريب وجهات النظر بين "دمشق" و"أنقرة"، ولأن الذي يأكل "عصي الإخوان" ليس كما يعدها، هرولت "السعودية" سريعاً لقطع الحبل التركي إلى "سوريا"، وطرقت باب العاصمة "دمشق".
اقرأ أيضاًمشهد سوريالي يرافق ضياع "تيتو"
اليوم.. "ليلى هي تيتو" .. الكلب المسكين الذي طفش من بيت مالكيه لسبب لا يعلمه أحد إلا هي، لكن هذا "المُصاب الجلل" لم يمر بشكل عابر في ظل انشغال الناس بقضية البنزين وما رافقها من مواقف وتصريحات، بل جاوزها في أهميته، بعد أن حُددت جائزة مالية "مليون ليرة" لمن يجد تيتو الضائع.
اقرأ أيضاً"أخبار حصرية" .. الحمداني حاضرٌ بيننا !
لن تكون في زمن الزير سالم إن رأيت حصاناً يصهل وسط دمشق بالقرن الواحد والعشرين، ولن يكون في إشهار الفرسان لسيوفهم دعوة لمبارزة عنترة، فـ "ابن شداد" فارس من زمن آخر، ربما يكون مجرد مهرجان استعراضي ليس إلا، وله أسبابه المفهومة في طبيعة الحال، ذلك أن سوريا مقبلة على فترة زمنية تأخذ تنشيط السياحة واستعادتها هدفاً رئيسياً، لكنّ السوريّ يبقى مستغرباً ومندهشاً دائماً، كأنّ صاعقة ألمّت به، وجعلته جاحظ العينين فجأة !
اقرأ أيضاًيوم عيد .. بنزين جديد !
نعم ينجح ويشبع موكباً بحاله فهنيئاً لك يا "علي بابا" لقد صدقت نبوءتك بأياد سخية على شعبها وجبارة في مناسباتها ومتعاونة فيما بينها، وتخلق من الحاجة اختراع "الأوكتان" الأجنبي لتتسلق التلال وتغرق بذكريات خرج منها الأجنبي منذ عقود.
اقرأ أيضاًمن وحي أزمة البنزين !
تعتبر مسألة استيراد المشتقات النفطية من العراق أو إيران عبر البرّ مسألة صعبة، ذلك إن الولايات المتحدة والسعودية تمتلك ثقلاً مؤثراً داخل الحكومة والبرلمان في بغداد، وبالتالي يمكن لهذا الثقل تعطيل أي اتفاق لتصدير أو مرور المشتقات النفطية إلى سوريا، من خلال التذكير بالعقوبات الأمريكية التي قد تفرض على الحكومة العراقية التي لم تتمكن من التعافي من جملة الحروب التي خاضتها طوال سنوات، وصولاً إلى مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي والحرب على داعش.
اقرأ أيضاً