"الذباب الإلكتروني" .. سلاح جديد ضد دمشق !
"جميع الأمور المتعلقة بالحرب تعتمد على الخداع"، قالها فيلسوف صيني منذ ما قبل الميلاد بخمسة قرون يدعى سون تزو، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم يمكننا اعتماد هذه المقولة كقاعدة تسري في جميع الحروب والأزمات ولا سيما الأزمة السورية، ذلك أن الدولة التي تنفض عن نفسها غبار الحرب حالياً، تعرضت على مدى الأعوام التسعة المنصرمة لعدد غير متناه من الشائعات التي تمسّ حياة المواطن السوري بشكل مباشر.
لكن كل تلك الشائعات خلال الأعوام الماضية في كفة، والشائعات التي أعقبت الحسم العسكري في كفة أخرى، فمنذ أن تبلور المشهد الميداني على الرقعة السورية لصالح الجيش السوري، انتقل خصوم دمشق من الخطة "أ" إلى الخطة "ب"، معتمدين في ذلك على تراجع الحياة المعيشية للمواطن السوري بفعل العقوبات الغربية التي أضرّت بالشعب السوري كله دون استثناء، في وقت يصرّح فيه المسؤولون في البيت الأبيض أنهم يسعون من وراء ذلك لـ "الضغط السياسي على الحكومة السورية فقط"..
الاقتصاد السوري يمثل اليوم الهدف الأول لمروّجي الشائعات، ومحاولة تفكيكه وضرب بنيته تحتل حيّزاً كبيراً من الجهود الغربية المبذولة للضغط على القرار السياسي السوري، وفي جملة الشائعات التي راجت مؤخراً على صفحات سورية فقد نفى #مصرف_سورية_المركزي ما تناقلته بعض المواقع والصفحات الالكترونية عن عزمه عقد جلسة تدخل لبيع شريحة قطع أجنبي إلى مؤسسات الصرافة بقيمة 20 مليون دولار أمريكي بدون أي ضوابط بتاريخ "22-4-2019، ووفقاً للمصرف فإن خبر عقد الجلسة المذكورة عار من الصحة، موضحاً أن "بعض المواقع والصفحات نشرت تعميماً نسبته للمصرف، كما أرفقته بتوقيع نائب الحاكم الأول"، وشدد على أن "هذا التعميم لا يتوافق مع أسلوب المصرف في إصدار التعاميم".
وتضاف هذه الشائعة إلى شائعات أخرى أحدثت جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن صحتها من عدمها خصوصاً فيما يتعلّق بالمواد الغذائية التي أثيرت أقاويل عن فقدانها، ولأن مواقع التواصل الاجتماعي تشكّل ملعباً مفضلاً للشائعات والأكاذيب، فقد وجد مطلقوها بيئة مناسبة لتمريرها، وهي تستند في ذلك على دعم شديد من قبل مجموعات "الذباب الالكتروني" التي تسعى لبثّ أكاذيب تخدم أهدافاً سياسية تصل في نهاية المطاف لتشديد الحصار وإحكام القبضة على عنق دمشق.
من المؤكد أن سوريا تملك أيضاً خططاً بديلة، وأول الغيث قطرة في المناخ السياسي الجديد الذي يبدو وأنه سينطلق في وقت قريب بعد الأنباء الأخيرة التي تتحدث عن رغبة أبرز خصوم السوريين تركيا والسعودية في إعادة المياه لمجاريها، وكما أن للقطيعة وقت ينتهي، فإن للشائعات وقت ينقضي أيضاً، ودون تحقيق أهدافها طالما قوبلت بوعي شعبي ودعم حكومي بالدرجة الأولى، وعلى هذا المنوال فإن الحكومة السورية ستسير دون أن تعير أية أقاويل الكثير من الاهتمام ولسوف تخلص أيضاً إلى نتيجة مفادها أنه "يمكنك سماع الشائعات ولكن لا يمكنك معرفتها ولن تهتم بها إن هيئت العوامل لتفنيدها".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: