يوم عيد .. بنزين جديد !
خاص
هنالك خلف التلال.. تلالٌ تنأى بنفسها خارج السرب وحيدة، تنام وتصحو على عهد أناس أيامهم شجية وهمهم الانتظار والوقوف على الأطلال، وليالي البنزين الجميلة تنسى كأنها لم تكن عندما يمتلئ "دبّو" السيارات عند القامات أصحاب الإبريق السحري!، لكن التلال طريقها وعر وصعودها عسر وتحتاج إلى بنزين منهمر، فهل ينجح الإبريق في توفيره من أجل اللحاق بالذكرى؟
نعم ينجح ويشبع موكباً بحاله فهنيئاً لك يا "علي بابا" لقد صدقت نبوءتك بأياد سخية على شعبها وجبارة في مناسباتها ومتعاونة فيما بينها، وتخلق من الحاجة اختراع "الأوكتان" الأجنبي لتتسلق التلال وتغرق بذكريات خرج منها الأجنبي منذ عقود.
منتظرو النيزك في سوريا تمهلوا قليلاً فسواعد بلدكم لا تنساكم ولا لحظة وقلبها عليكن في وقفتها، حيث شدت على عضدها بـ"دفش" سياراتها ولعبت دور المهرج بإعلامها وتلفزيونها، الذي أخرج جلّ دعابته من أجل فرفحة صدوركم عند طوابير الحاجات في بلدٍ يخسر المقومات رويداً رويداً ويفرش طريق الهجرة أمام الراغبين.
والبحر غضبان في شهر نيسان لأن الحكاية لا تضحك وكثرة الروايات لا تشبع الكازيات، ولا سائق العمومي الذي خُلعَ باب رزقه اليوم بعد معركة دارت بين الطلاب من أجل الحصول على كرسي في الميكرو باص وليس في الجامعة، ليقف بعدها الشوفير محتاراً بشكواه لوزارة النقل أم لأختها النفط التي تعتذر عن الرد لأنها في إجازة ستعلن عنها قريباً إلى بلودان ومضايا، لذا سيلعب الركاب دور الوزارتين ويصلح الباب الذي لا يأتيك منه الريح وينصحك بسده من أجل راحتك والحفاظ على سلامتك في هذه الغابة.
فالذئب يتفوق على مئة خروف ليس بقوته إنما بحنكته واستماتته، في سبيل إنهاك الخراف التي تضحك من "البلوة" مثل الديوك صاحبة الروح الحلوة، والسور الذي يفصل السوريين عن أقرب تلة لا يشبعه أوكتان ولا بنزين مدينة كان!
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: