«على ذمتهم».. «الصمود كان شعار 2020»... ما الذي تخفيه «2021» ؟!
نور ملحم
لم تفلح زينة شجرة عيد الميلاد ورأس السنة التي ترتفع في معظم المناطق السورية، بتغيير المزاج العام للشارع السوري البائس، بل ازداد تجهماً وتوجساً من تدهور الوضع المعيشي، على وقع ارتفاع منسوب اليأس من تحسن الأوضاع الاقتصادية مع تأخر الحل الحكومي.
حتى الصور التي تغزو مواقع التواصل للسوريين بجانب إحدى الأشجار المزينة في لحظة ابتهاج مفتعلة لم تخفف من وطأة الفقر وانعدام القدرة الشرائية، إذّ كادت تخلو المحلات التجارية من الزبائن، رغم التجمعات الكثيرة في دمشق القديمة متجاهلين فيروس "كورونا" الذي تمكن اخترق العالم بكامله محاولاً قتل أكبر عدد من البشر.
"دمشق" التي ابتلعت على مضض مظاهر الزينات، بدأت تتململ ضمن الوعود التي تتكرر في كل مرة حول انفراج حقيقي يضع حداً لبرامج تقنين الكهرباء التي ازدادت ساعاتها، مع تفاقم أزمات توفر وقود التدفئة والغاز المنزلي، وافتقاد عدد من المواد التموينية الأساسية مثل الزيت والسكر وحليب الأطفال جراء الارتفاع الجنوني في الأسعار.
في الماضي كانت تنتهز المناسبات لكي تشجع الناس على شراء الهدايا لبعضهم، لكن اليوم يتم ذلك بصعوبة ويكاد يقتصر على الذين أثروا من الحرب، فالأب الذي كان يشتري هدايا لكل أبنائه بات يكتفي بشراء الحاجات الأساسية لليوم حتى الفروج المشوي الذي اعتاد السوريين أن يكون من ضمن الوجبات الرئيسية على طاولة "رأس السنة" هذا العام سيكون من المحرمات بعد أن وصل سعر الفروج ألواح إلى 12 ألف ليرة سورية أيّ ما يعادل ربع راتب الموظف.
مقدّر للسوريين أن ينهوا هذا العام بأسوأ حلّة، بعدما شهدوا خلال الأشهر الـ 11 الماضية، ويلات ومصائب، وضعتهم في قائمة الشّعوب الأكثر صموداً وذلك بحسب تصريحات المسؤولين الكبار عبر القنوات الصديقة.
ينتظر السوريون بمختلف أطيافهم، نهاية العام، لينشروا عنهم عناء السنة التي سبقت، من خلال الاحتفالات والزنية وغيرها من مظاهر الفرح والعيد على أمل إلا ترتفع الأسعار أكثر وأكثر وأن تتم معالجة الدعم الحكومي بشكل حقيقي لا مجرد رسالة ينتظرها المواطن أيام وأشهر وأن يتم محاربة الفساد حقاً ألا يكون فقاعات إعلامية وأخبار متداولة بمعنى «نحن نعمل ضد الفساد»، على أمل أن تكون 2021 سنة التغير الكامل للسوريين.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: