Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«بالطول.. بالعرض» عليك تصديق وزير الاقتصاد!

«بالطول.. بالعرض» عليك تصديق وزير الاقتصاد!

«بالطول.. بالعرض» عليك تصديق وزير الاقتصاد!

نور ملحم 

من حسن حظ معظم السوريين، أنهم لم يتمكنوا من سماع تصريح وزير الاقتصاد، بأن "الوضع الاقتصادي يتحسن تدريجياً، فالكهرباء انقطعت لأكثر من 8 ساعة متواصلة منذ تصريح الوزير المتفائل، مما أغرق المنازل في الظلام، وأجبرهم على الانفصال عن عالم التصريحات الرسمية.

في الحالة الطبيعية لا يتابع معظم السوريين الأخبار، لعدم امتلاكهم الوقت الكافي فهم منهمكون بتأمين مستلزمات حياتهم من إيجار منزل ووقوف على دور الخبز أو البنزين، أو الركض ما بين سوق خضار هذا وذاك، لعل أحدهم يبيع بسعر أرخص.

تصريحات المسؤولين الرسمية تَعدُ بتحسين الوضع، فيقولون إن الخبز سيتوفر، ولن نشاهد منظر الطوابير بعد اليوم، وأحد الحلفاء أرسل لنا باخرة نفط فلا مشكلة بالبنزين والمازوت.

ويقولون إنهم اكتشفوا آبار غاز جديدة، لذلك ستصل أسطوانة الغاز لكل أسرة وسينسى المواطن كم عانى في الأيام الماضية، وهو يحمل جرة الغاز المرة تلو الآخرة ليمضي بها إلى المركز، ولينتظر ساعات، وفي النهاية لم يجد بديلاً عن شرائها بخمسة أضعاف سعرها الرسمي، بعيداً من متاهة البطاقة "الذكية"، ويقولون أيضاً: "أخي المواطن لا تسرف في استهلاك الكهرباء"، رغم عدم وجودها أبداً . 

90% من السوريين بالكاد يسدّون رمقهم من رواتب وظيفتهم، بالإضافة للعمل داخل العمل وهي إحدى الطرق المتبعة لدى العديد من الموظفين بهدف الحصول على أجر، ولا سيما العاملين في الوظائف الحكومية، فيأتي الموظف ويسجل اسمه في سجل الدوام أو يضع بصمته على آلة تسجيل الدوام، ويخرج لعمل آخر حتى وقت الظهيرة، ليعود ويسجل اسمه أو يضع بصمته مرة أخرى ظهراً، وبالتالي يجني راتب وظيفته الأساسي، ويحصّل راتباً آخر من العمل الذي عمله خلال هذا الوقت.

قد يكون من السذاجة أن يعتمد الموظف أو العامل على وظيفة واحدة، بل أصبح العمل في مكانين أو ثلاثة أمراً شائعاً في سوريا، ويضطر العامل أن يخرج من عمل، ليلتحق بعمله الآخر، أو سائق الأجرة مثلًا بات يعمل بدوامين وربما ثلاثة، فترة صباحية، وفترة مسائية، وفترة ليلية.

كثير من السوريين يعيشون اليوم في أرياف دمشق لرخص إيجاراتها، قياساً بالإيجارات الفلكية السائدة في دمشق، ومع أن الحياة لم تكن سهلة في سنوات الحرب، لكنها لم تصل من قبل إلى هذا السوء الذي نعيشه، فقد بات المواطن عاجزاً عن شراء بطارية صغيرة للإنارة أثناء انقطاع الكهرباء، عدا عن العجز في تأمين الكثير من الضروريات.

ولطالما تعلن التقارير الصحفية عن تكلفة العيش والحياة في “أقدم عواصم العالم”، وأتعسها وأفقرها، وتتحدث الأرقام التي تحتاجها الأسرة السورية للبقاء على قيد الحياة عن 750ألف ليرة سورية على الأقل، دون أن تتضمن أجور المنزل لآلاف العوائل المهجّرة.

بالمقابل لا كهرباء ولا غاز، ولا مال، ومثل كل السوريين، علينا أن تصدق كلام الوزير ونكذب أخبار انهيار الاقتصاد، رغم التماسنا غلاء الأسعار.. كيف لا؟!، وكل ما تبقى من راتب الموظف، لا يكفي لشراء كيلو برتقال واحد بـ 1200 ليرة؟!

 

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: