Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ما بين الإجراءات الحكومية وفقدان الثقة «ضاعت الكورونا» ؟!

ما بين الإجراءات الحكومية وفقدان الثقة «ضاعت الكورونا» ؟!

نور ملحم

أغلقت المدارس وألغت معظم المناسبات العامة وقلصت ساعات العمل بالقطاع العام وفرض التعقيم في وسائل النقل الجماعية وأغلاق الحدود البرية مع الجوار حتى الصلاة في الجوامع والكنائس لم تسلم وتم إصدار قرار بإيقافها لمنع انتشار فيروس كورونا لا أحد ينكر أن الخطوات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة تعد إيجابية ولصالح المواطن السوري ولإنقاذ بلداً عاش حرباً عسكرية واقتصادية.

ولكن ما بين النفي المؤكد من قبل وزير الصحة د. نزار اليازجي لـ "جريدتنا " أن الدولة التي تشهد حرباً لا تزال خالية من المرض على الرغم من التقارير الصادرة عن الإعلام المعارض والتي تفيد بتخفي حالات، وجهل العديد من المواطنين بما يدور حولهم في دولة قطّعت الحرب أوصالها، أصبح كل شيء لديهم موضوع استهزاء وسخرية وعدم مبالات والذي سيخلف كارثة حقيقية، إن ثبت وجوده، نظرًا للضعف في القطاع الصحي، والتجهيزات الطبية والأدوية المتوفرة، إضافة لنقص مواد التعقيم والكمامات نتيجة العقوبات الاقتصادية.

في بداية الأمر كان العتب الكبير من قبل المواطنين على الحكومة لعدم اتخاذها أي إجراء حول الوباء العالمي كما أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية، ولكن حين بادرت حكومتنا باتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب ولأول مرة منذ بداية ولايتها.

لاحظنا نقص ثقافة التعامل مع هذا الأمر من قبل المواطنين وطبعاً يعود هذا العيب لعدم تخصيص أي حصة دراسية خلال المراحل الدراسية مما يؤكد الضعف الذي يعاني منه السوريين حول التعامل مع مثل هذه الظروف الاستثنائية.

وكما لاحظنا فأن الخطوة الأولى التي قام بها معظم المواطنين هي التوجه إلى المولات والمحالات التجارية وشراء أكبر كميات من المواد الغذائية والمنظفات والمعقمات وكأن الدولة فرضت حظر تجوال في المنطقة أو أن مجاعة الصومال ستحدث في سوريا، ما خلق نوع من الجشع لدى التجار من خلال استغلال الظرف ورفع الأسعار للضعف حتى وصلت علبة معقم الديتول لـ 22 ألف في أحدى المولات دون أن يكون هناك رقيب ولا حسيب وهذا يعد تقصير من قبل حماية المستهلك التي هي معنية بالموضوع بشكل مباشروالتي بدورها رمت المسؤولية على وزارة الصحة بحجة عدم قدرتها على التدخل في عمل الصيدليات وأسعار الأدوية والكمامات.

ولكن الطلب جنوني على المطهرات الطبية والكمامات وفيتامين سي والمنتجات الطبية التي تحتوي العسل، الذي يزيد من المناعة أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.

وفي الوقت الذي يخشى الأطباء والمسعفون من انتشار فيروس كورونا على نطاق واسع في حال عدم التزام المواطنين باتباع تعليمات الوقاية نجد أن العديد من الأمهات قامت بأرسل أطفالها إلى الحديقة أو الشارع للعب وكأن موضوع العطلة يعد للنزهة أو المشاوير وشرب المتة وتناول المكسرات، وليس للجلوس في المنزل والوقاية من أي فيروس أو مرض.

وكانت قد أكدت وزارة الصحة استمرارها في نشر جميع المعلومات المستجدة حول فيروس كورونا و تطوراته في سوريا بدقة وشفافية إضافة لتكرارها أهمية اتباع قواعد النظافة الشخصية ولاسيما غسل اليدين، واتباع آداب السعال ووضع كمامات للأشخاص الذين لديهم أمراض مزمنة.

ولكن جميع ما يقال ويردد من تصريحات لم يلقى ترحيباً من قبل الشارع السوري الذي انعدمت ثقته بالحكومة السورية "ذات السوابق" في حالات تكتم وتعتيم متعمد، بالإضافة لانعدام الثقة بالقدرات والكفاءات والأجهزة الطبية "إن وجِدت"!!.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: