بسبب انقطاع الكهرباء.. «نانسي عجرم» قدوة نساء حلب في الغسيل
أصبحت الكهرباء في مخيلة الحلبيين ترفًا من الماضي وذكريات الزمن الجميل قبل الحرب، انتشرت المولدات الكهربائية بشكل كبير في أحياء المدينة، ومع الوقت أصبحت تجارة الآمبيرات رائجة ومصدر رزق للكثيرين،
اضطرت أم يوسف على مدى ستة أعوام لغسل الثياب بيديها نتيجة الانقطاع الدائم للكهرباء، لكنها اليوم تنتظر كغيرها من السكان عودة الخدمات بعد ثلاث أعوام من التحرير.
تتحدث "أم يوسف" ذو (52 عاماً) لجريدتنا قائلة: «في كل مرة يزورنا أحد المسؤولين يتحدث ويرمي بالوعود ويبرر الوضع بكلام غير مقنع للمدنيين البسطاء لذلك بتنا نضحك عندما نسمع كلمهم عبر وسائل الإعلام».
تكمل الحجة كلامها ممازحة بلهجتها الحلبية «أشو خيتو "نانسي عجرم" أحسن منا لحتى تطلع بالكليب وهي عم تغسل بالطشت»، لذلك تخصص السيدة يوم واحد في الأسبوع تقوم بجمع الملابس وغسلها على طريقة أجدادنا القدماء فهي وبحسب كلامها لم تشغل الغسالة والبراد منذ أكثر من ستة سنوات
وفي مواجهة انقطاع الكهرباء، عمد سكان حلب إلى الاعتماد على المولدات والأمبيرات التي لا تكفي لتشغيل كافة الأجهزة الكهربائية في المنازل، كما أنها تتوقف عن العمل عند منتصف الليل حتى الصباح توفيراً للوقود.
يصل "أبو الحاج"، الرجل السبعيني، بعد منتصف الليل إلى منزله المظلم في منطقة "الفرقان"، وفي الطريق من متجره الخاص ببيع الزعتر الحلبي، لا يجد إلا إشعال الولاعة ليرى أمامه.
ما أن يحل منتصف الليل في "شرق حلب" حتى يخفت ضجيج المحركات وتنطفئ الأضواء ويسود الظلام الدامس، باستثناء ما يتسرب من داخل المنازل من أضواء الشموع الخافتة أو شواحن تعمل على البطاريات.
ويقول "أبو الحاج": «قبل الحرب كنا نصل ليلنا بنهارنا، لكننا أصبحنا مضطرين حالياً لإغلاق المحل مع موعد توقف المولدات، حيث يقوم شخص بشراء مولدة كبيرة ويقوم بتوصيل كابلات لكل بيت حسب حجم الإنفاق الذي يحدده المستهلك، وتتم تغذية المشتركين بالكهرباء لعدد معين من الساعات خلال اليوم الواحد، والتي تُقسم غالبًا إلى فترتين، الصباحية من التاسعة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا، والفترة المسائية من الخامسة مساءً وحتى الحادية عشرة ليلاً».
وتتراوح تكلفة خط الأمبير الواحد أسبوعيا ما بين (800- 1400) ليرة سورية حسب ارتفاع أو انخفاض سعر مادة المازوت.
تحتاج البنية التحتية لشبكة الكهرباء في حلب إلى تأهيل كامل، وبالإضافة إلى مشاريع تزويد الكهرباء، تحتاج الأعمدة الكهربائية المحطمة والأسلاك المتشابكة في كل حي لأي عملية إصلاح كبيرة.
وبحسب ما وعدت به وزارة الكهرباء أن التيار الكهربائي سيصل إلى جميع المنازل في الأحياء المحررة من الإرهاب في محافظة حلب قبل نهاية العام الجاري.، حيث سيتم توريد المحولات والكابلات اللازمة حين وصولها فوراً إلى الورش التابعة لمديرية كهرباء حلب، مدعومة بكوادر بشرية للإسراع والتعويض في عملية الإصلاح والتمديد والتركيب وكل ما يحتاج لإيصال التيار الكهربائي إلى كل منزل موجود في الأحياء المحررة.
بالمقابل لم يبقى لنهاية العام سواء 10 أيام ولم يطرأ أي تغير إيجابي على وضع الكهرباء لتبقى هذه الوعود مجرد كلام بكلام مثلما ذكرت الحجة أم يوسف في بداية كلامها لنا.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: