Friday March 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

في سوريا... الشباب يفضلون «الهجرة» على «الزواج»

في سوريا... الشباب يفضلون «الهجرة» على «الزواج»

نور ملحم

يتجه عدد كبير من الشبان السوريين إلى فكرة الهجرة بدلاً من الزواج، كونهم يرون فيها حلاً لمشاكلهم الاقتصادية قد يفكر قلة قليلة من الشباب بالزواج، في حين يعزف الكم الأكبر عن الأمر بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية التي يمر بها البلد وارتفاع نسب الفقر والبطالة بين صفوفهم.

ويقول الشاب "مصطفى الياغي" (30 عاماً) لجريدتنا: «أنا عاطل عن العمل وأريد الزواج لكن بسبب ظروفي لا أستطيع الإقدام على هذه الخطوة، وبحثت عن عمل فلم أجد، بعد ذلك بدأت بإنشاء مشروعي الخاص بافتتاح بسطة لبيع السجائر، لكن مردودها كان قليلاً ولا يفي لفتح متطلبات بيت وتكوين أسرة، لذا تراجعت عن الفكرة».

«الهجرة هي الحل»

وعن البدائل التي يمكن أن ينتهجها الشاب مصطفى قال: «لا يوجد أي خيار أمامي أفكر بالهجرة وبكل صراحة، لكن لا أملك المال الكافي أيضاً لذلك، لا أعلم ماذا أفعل في الحياة، أجلس في البيت وأقضي معظم وقتي نائماً».

يشارك "مصطفى" الرأي صديقه "محمد" مهندس كهرباء، حيث استبعد الفكرة لدى الكثير من الشبان في الوقت الحالي، خاصة بعد أن غدا امتلاك منزل حلماً للكثيرين، كما بات الحصول عن فرصة عمل بهدف مواجهة مصاعب الحياة أمل معظم طلبة الجامعات لتأمين مصاريفهم اليومية، وسط تراجع الآمال بإمكانية الوصول لمستقبل معيشي أفضل.

وقال "محمد" لجريدتنا: «أعمل في مجال غير متعلق بدراستي، بسبب الظروف المعيشية الصعبة التي تدفعني إلى تأمين مصاريفي الشخصية وتغطية نفقات المنزل، وهو ما يساهم في تخفيف الأعباء»، مضيفاً «لقد اشتريت دراجة هوائية للتخفيف من أسعار المواصلات المرتفعة ولسلاسة الحركة بعد أن باتت الشوارع مكتظة بالسيارات».

ويعتقد البعض أنه «لا إمكانية لدى معظم الشبان من أبناء جيله للإقدام على الزواج، ما لم يحصلوا على مساعدة من أهلهم على غرار ما كان يحدث في كثير من الحالات قبل سنوات الحرب».

«سوريا أكثر البلدان بطالة» 

«قبل الحرب كان الوضع أفضل، الأب كان يساعد ابنه في شراء منزل أو إعطائه قطعة أرض، أما اليوم فالوضع مختلف تماماً والظروف المعيشية صعبة للغاية، فسعر البراد يفوق المليون ليرة وكذلك الغسالة، وحتى آجار بيت يفوق الـ /100/ ألف شهرياً حتى لو كان عبارة عن غرفتين لا تصلحان للسكن».

وكانت سوريا قد حلت، خلال حزيران الماضي، في الترتيب الثاني على قائمة الدول الأكثر بطالة بنسبة تصل إلى 50% بعد "بوركينا فاسو"، وذلك وفق مواقع متخصصة لاستعراض بيانات إحصائية حول سكان العالم.

وبحسب إحصائيات رسمية فإن «عدد حالات الزواج المسجلة خلال النصف الأول من عام 2020 فقد بلغ 10 ألف زيجة مقابل 15 ألفاً زيجة خلال النصف الأول من 2019، وهذا التراجع بسبب الوضع الاقتصادي السيء الذي يعيشه جميع السوريين». 

وأرجعت المختصة الاجتماعية الدكتورة "أمينة الحج" في تصريحها لجريدتنا إلى «عزوف الشباب عن الزواج إلى ارتفاع نسبة البطالة بينهم والتي بلغت 52% وأكثر من نصف السكان من الفقراء، علاوة على أزمة السكن المتفاقمة».

«انتشار العنوسة»

وأشارت "الحج" إلى أن للوضع الاقتصادي المتردي الذي يجعل من الصعب على الشاب السوري مجرد التفكير بالزواج وفتح بيت خاص به، ولا يخفى على أحد أن انتشار ظاهرة العنوسة سيؤدي إلى خطر شديد على المجتمع إذّ سيؤدي ذلك إلى التفكك والتحلل وانتشار الأحقاد بين أفراده كما سيكون سبباً لانتشار الفساد والرذيلة والانحراف التي ستنجر إليها الفتيات نتيجة للدوافع النفسية التي يعانين منها».

وأوضحت المختصة الاجتماعية أن «هذا الأمر أصبح تراكمياً لدى الشباب وأثر عليهم نفسياً، وأصابهم بالإحباط، لأن الشاب يريد أن يكون له دخل ثابت يستطيع أن يصرف على بيته وكي يستطيع تلبية احتياجات الفتاة التي سيتقدم لها ويقدر على فتح بيت، لأن فقدان الأمل بالحياة الأفضل تدفعهم للبحث عن خيار الهجرة، ما يؤدي إلى تفريغ البلد من الشباب، الأمر الذي تعده خطيراً ويخدم مصالح البلدان الآخرى».

 

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: