Monday October 14, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

زمن الهدوء المزيف أشد قسوة من الحرب

زمن الهدوء المزيف أشد قسوة من الحرب

لم تكن الحرب هي الكارثة الكبرى التي ألحقت الأذى بحياة السوريين، إذ يعتقد كثير منهم أن ما يحصل الآن في زمن الهدوء المزيف هو أشد قسوة، وبعضهم يتمنى لو تعود الحرب، ثانية حيث كانت الحاجات الأساسية متوفرة.

يقول جابر، من سكان منطقة المزة لجريدتنا: "في عز الحرب لم تكن هناك سلعة مفقودة باستثناء الكهرباء والغاز، إلا أنها كانت أزمات بسيطة ولم يكن الغلاء بهذا الحد الجنوني، أما اليوم فنعاني فقدان أغلب السلع، وإن توافرت لم نستطيع شراءها". 

بعد سلسلة من التجارب التي أجرتها الحكومة كالبطاقة الذكية التي جرى استغلالها والتحايل عليها، جرى اعتماد الرسائل النصية لتأكيد تسلُّم المخصصات وعدم التلاعب بها، ومع ذلك يستغلّ موزعو الخبز المواطنَ فالمخصصات للأسرة التي تزيد على خمسة أفراد هي ربطتين خبز في اليوم، فيما تحصل العائلات على ربطة واحدة، ما يدفع المواطن إلى السوق السوداء.

أما السوق السوداء فهي نتاج الفساد بين الأفران وموزعي الخبز بالتشارك مع بعض المتنفذين، وهؤلاء يستخدمون النساء والأطفال في عمليات البيع في الشوارع الفرعية وأمام الأفران تُباع ربطة الخبز ما بين 1000-1500 ليرة سورية.

محسن من سكان العاصمة، يقول لجريدتنا: "المشكلة ليست في السوق السوداء والتوزيع الجائر، بل أيضاً في جودة الرغيف ونوعية الطحين والخميرة، فالخبز رائحته سيئة ويفسد بسرعة".

في اليومين الأخيرين توقفت أفران كثيرة في العاصمة دمشق وريفها بسبب فقدان المازوت الذي تعمل عليه هذه الأفران، وحسب بعض أصحاب الأفران الخاصة فإنهم يعتقدون أن التوجه إلى أعمال أخرى هو الأفضل.

وكانت قد اعتمدت الحكومة السورية آلية جديدة لتوزيع الخبز المدعوم حددت بموجبها عدد الأرغفة المستحقة للشخص الواحد حسب شرائح، بما أدى إلى خفض بنسبة 50 في المئة عن الحصص السابقة في معظم الشرائح.

وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أصدرت قرارا بالآلية الجديدة التي تقوم على تقسيم الأسر إلى شرائح حسب عدد الأفراد فيها، وحسب القرار 205، يحق للشخص الواحد ربطة واحدة كل 3 أيام (الربطة 7 أرغفة)، وبمعدل رغيفين وثلث الرغيف يوميا.

كذلك بالنسبة للأسرة المؤلفة من شخصين، إذ يحق لها ربطتا خبز، كل 3 أيام، وبمعدل رغيفين وثلث للشخص يومياً.

أما الأسر التي يتراوح عدد أفرادها بين 4 و6 أشخاص، فيحق لها ربطتا خبز في اليوم، وبمعدل وسطي يقل عن 3 أرغفة في اليوم للشخص.

وكانت الحصص في السابق تعادل وسطيا أكثر من أربعة أرغفة للشخص الواحد (تزيد وتنقص قليلا حسب الشرائح) تراجعت بموجب القرار الجديد إلى ما يقل عن 4 أرغفة، وبما يعادل رغيفين وثلث الرغيف يوميا للشخص الواحد.

وتصدرت صور طوابير المواطنين أمام الأفران المشهد، خلال الأشهر الماضية وذلك للحصول على ربطة الخبز، التي وصل سعرها إلى 250 ليرة سورية للمدعوم (جودته ضعيفة ويوزع على حسب عدد أفراد العائلة)، والخبز الذي يباع في المتاجر والمعروف محليا بالـ"سياحي" إلى 2000 ليرة سورية.

 

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: