Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

يومٌ آخر في دمشق ... طبل الحكومة بحرستا والعرس بدوما

يومٌ آخر في دمشق ... طبل الحكومة بحرستا والعرس بدوما

نور ملحم

يوم آخر يمر على العاصمة السورية دمشق يقلب مزاج السوريين بشكل غير منطقي فهذا ينفّس غضبه في وجه زوجته في وسط الشارع، والآخر يضرب طفله الصغير دون أن يكون لديه أي اهتمام بأنه يقف في الشارع، وتلك تغلق الهاتف بوجه خطيبها، وذلك يرمي خاتم الخطوبة على مقعد الحديقة، معلناً الإضراب عن الزواج بحبيبته التي انتظرته 10 سنوات على أمل أن يكون تسريحه من الجيش قريباً، ولكن دون فائدة. 

أما سائقي التاكسي والسرافيس فلهم قصة أخرى، فهم مضطرون لتقسيم عملهم إلى يوم للانتظار على "الكازية" ويوم للعمل، فالانتظار يستغرق ساعات طويلة، تمتد من الساعة السادسة صباحاً وتنتهي الساعة الرابعة عصراً، في حال كان من المرضي عليهم. 

"هذه الوقفة الذليلة تعادل العمر بأكمله"، فالطوابير الطويلة هي أكثر ما يميز شوارع سوريا في كافة المحافظات، بعدما تراجعت فجأة كميات البنزين الممنوحة لمحطات الوقود، وأصبح من الضروري على أصحاب السيارات إما ركنها جانباً، أو الوقوف لعدة ساعات للحصول على حصتهم من البنزين، ويكتمل المسلسل الكوميدي مع اللجنة الاقتصادية مساء أمس، حيث أعلنت رفع سعر البنزين بحجة ارتفاع أسعاره عالمياً ... علماً أن معظم الدراسات الاقتصادية أكدت انخفاض سعر النفط الخام متأثراً بجائحة كورونا ، كما أشارت هذه الدراسات إلى أن سوريا تعد أغلى دولة وكانت قد احتلت المركز الأول هي والأردن في غلاء بنزين الأوكتان. 

أزمة الوقود في سوريا ليست جديدة، ولكن ما زاد الوضع سوءاً أنها ترافقت مع موجة البرد القارس ووضع اقتصادي صعب، وبالتوازي مع كل هذه المآسي ظهرت مهن جديدة استغلت الأزمة، فالكثير قرر الاستفادة من وقته بعدما توقف عمله، وبدأ ينتظر على "الكازيات" بدلاً من أصحاب السيارات، ومهمته تستغرق في كل مرة حوالي الست ساعات يتقاضى مقابل كل ساعة ألف ليرة، ويقوم عمله على تحريك سيارة الشخص المنتظر والانتظار لحين اقتراب دوره، حينها يتصل بصاحب السيارة الأساسي كي يأتي ويُبرز بطاقته الذكية لمسؤول "الكازية" كي يتمكن من ملء سيارته.

بالمقابل بدأت السوق السوداء في العديد من المناطق بالازدهار، حيث ينتشر باعة البنزين بكثرة هذه الأيام ويتفننون بعرض المادة بطرق مختلفة تجذب المارة، وفي سوريا، أكثر من نصف وسائل النقل العام متوقفة عن العمل، إما لنقص الوقود للجوء السائقين إلى بيع مخصصاتهم من المادة في سوق سوداء، في حين تقول الحكومة إن أمور توفر المشتقات النفطية على ما يرام... وبذلك يطبق عليها المثل الدمشقي "الطبل بحرستا والعرس بدوما". 

 

 

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: