Saturday April 20, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

صورة وبرواظ للحصول على السكر والرز .. أين انتم من هذا ؟

 صورة وبرواظ  للحصول على السكر والرز .. أين انتم من هذا ؟

نور ملحم 

خيط رفيع يمرُّ بين الخفاء والعلن في الأعمال الخيريّة، فالبعض تدفعهم الشهرة للظهور والتباهي أمام عدسات الكاميرات بما يقومون به، فترى أمامك أعمالًا مُصطنعة وهذا ما حصل منذ بضعة أيام مع أحدى أعضاء فرع حزب البعث بمحافظة درعا.

ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي، خلال السّاعات القليلة الماضية، بعدد من الصور التي التقطت له وهو يبتسم للكاميرا خلال تسليم  سكر و رز عبر أحدى المنافذ الحكومية. 

العديد من المواقف اليومية أصبحت تنال من حفظ كرامة المواطنين ضمن الظروف الصعبة الطاحنة للمعيشة فلم يعُد هناك مكان للضعيف حالياً، ولا نبالغ إن قلنا بأن سوريا أصبحت غابة.

دوامة معيشية يدور فيها المواطن السوري الذي لا حول له ولا قوة، من أزمة إلى أخرى حتى بات لا يستطيع أن يفكر من أين يبدأ، هل بالبحث عن ماء النظيف له ولأسرته، أمّ "تقبيل الآيادي" للحصول على أسطوانة غاز أو ربطة خبز أو كيلو سكر أو قنينة زيت، أم ينتظر دوره الذي لم يأتِ منذ شتائين أو ثلاثة للحصول على بضع ليترات من المازوت أم ماذا؟.

وما زاد الطين بلة أن أبناء جلدته باتوا يتاجرون بمقدرات معيشته، فانتشر المستغلون وأصحاب المناصب والكراسي وكشر المتاجرون عن أنيابهم، فهم يرحبون بالمال السريع حتى بات معظمهم يلعب بالمليارات وينادى "بالبيك" رغم عدم قدرته على فك الأحرف ولا يميز العدد أثنين من الستة... أنها الصدفة أو الحظ المدعوم.

صورة المسؤول المتداولة هي مثال للكثير من الأشخاص التي قدمت  لهم تسهيلات لا تعد ولا تحصى فجمعت الثروات والأموال.

مقابل المآسي اليومية والتي أصبحت غير مقتصرة على موضوع الغاز أو الخبز،  الاحتياجات عديدة وأمام كل واحدة منها تقف عوائق لا تخطر على بال، فالسوق السوداء، لم  يتوقف عملها حتى في زمن فيروس الكورونا، وأصبح المعظم يضطر لدفع مبالغ كبيرة لشراء الأغراض الخاصة بالتعقيم، فسوء الخدمات وارتفاع الأسعار وغياب الرحمة من القلوب لا تميز ما بين ظروف الحرب والسلام وظروف الوباء.

ولكن الأغرب من ذلك، أن حكومة هي من منحتهم هذه السلطة، رغم تجاوزاتهم العلنية، وسبب ذلك يعود لغياب القانون وتطبيقه، فالقانون في سوريا أصبح ضمن الكتب المغلقة.

الأزمة توسعت كثيراً وباتت تمارس نشاطها علنياً، بل وأصبحت أكثر خبرة في الاستغلال وأكبر مثال ما نشاهده يومياً من طوابير في ظل وباء عالمي يقف على أبوابنا وفي أي لحظة ممكن أن يتفشى وينتشر بشكل سريع لننتقل بذلك لأزمة كبرى في ظل أجراءات احترازية قدمت من قبل الحكومة ولكن لربما لن تجدي نفعاً بعدما قفدت ثقة الشعب نتيجة الأخطاء التي لا ترحم وأخرها قصة الحجر الصحي لـ 150 طالب الذين عادوا لبلدهم من دولة الحليف الإيراني ليتم وضعهم في مكان غير مناسب صحياً ضمن تصريحات عديدة وميزانيات كبيرة لتصدي لهذا الفيروس. 

وفي ظل هذا الوضع الخانق من الضرورة التحرك لوقف نزيف الشعب الفقير في سوريا، ووضع حد للمسؤولين المستغلين لمناصبهم و لطبقة تجار "الحرب" ومحاسبتها على العلن، ليبقى السؤال هل ستتمكن الحكومة الحالية التفات إلى ذلك ؟؟

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: