قرارات ارتجالية.. وسط سباق مارتوني يومي في شارع دمشق
نور ملحم
تتصاعد أزمة المواصلات وسط العاصمة دمشّق أكثر مدن سوريا كثافة سكانية، والسبب الرئيسي هو ندرة المحروقات وارتفاع أسعارها.
يبرر أصحاب سيارات الأجرة أن مخصصات الوقود لا تكفيهم، ويلجؤون للشراء من السوق السوداء بأسعار أعلى، إذّ لا يستطيع الانتظار لساعات في المحطات، وبما أن معظمهم المعيل الوحيد لأسرهم، يعملون على مدار الشهر دون إجازة، مع ذلك ما يحصلون عليه لقاء عمله لا يكفيهم، ويتساءل: "لو انتظرنا يومياً 8 ساعات على طابور الوقود، لبقينا دون طعام".
ومع تفاقم الأزمة وزيادة التكلفة وعدم الجدوى الاقتصادية لسيارات الأجرة، أصدرت دمشق، قراراً جديداً بزيادة تعرفة عدادات "التاكسي" إلى 54.4% على أن تضاف 100 ليرة إلى الأجرة في حال أظهرت شاشة العداد “رقمًا يتراوح بين 50 و200 ليرة، بينما تضاف 200 ليرة في حال كان الرقم بين 215 و350، وتضاف 300 ليرة للرقم بين 365 و500. أما في حال كان الرقم بين 515 و650 ليرة، يكون المبلغ المطلوب إضافته 400 ليرة، ومن 665 إلى 800 ليرة وما فوق، يصبح المبلغ المضاف 500 ليرة، و815 ليرة وما فوق تضاف إلى الأجرة 600 ليرة، بينما أصبح فتح العداد بـ 75 ليرة، وسعر الكيلومتر الواحد 115 ليرة، والساعة الزمنية بألفي ليرة.
ورغم ذلك، لا يعتبر العاملين في هذا المجال أن رفع التعرفة في "التاكسي" كافي ليحصل فيه أي سائق على دخل جيد يكفيهم حتى نهاية الشهر، إذ بعد هذا الارتفاع أصبح معدل دخله الشهري "50 ألف ليرة صافية لو عمل شهر كاملاً".
لذلك ومع ارتفاع أسعار الوقود وتحديد المخصصات والانتظار لساعات طويلة، يقوم العديد من السائقين ببيع مخصصاتهم للمصانع التجارية بدلاً من العمل في الحافلة، مبررين ذلك بأن ما يقومون به هو للحصول على المال مقابل بيع البنزين أو المازوت بضعف ما يحصل عليه من عمل يومي طويل في الحافلة، عدا أن مازوت الحافلات أفضل من مازوت المصانع والأعمال التجارية، لذا يقوم أصحاب المعامل بالدفع الإضافة للأشخاص الذين يبيعون المازوت المخصص للحافلات.
بالمقابل، يضطر البعض لقطع مسافات طويلة سيراً على الأقدام بسبب عدم وجود حافلة النقل العام (سرفيس)، أو لأنها لا تنقل إلى المحطة حيث تنزل قبلها مما يجبر الركاب على إكمال مشوارهم سيراً على الأقدام.
وفي حال أرد المواطن استخدام (التاكسي) والذهاب عليه دفع ما يزيد عن 3000 آلاف ليرة، بينما سابقاً كان يدفع أقل من 1000ليرة، ومع ارتفاع الأسعار وعدم وجود الوقود، وفي الوقت الذي باتت الأسعار جنونية لذلك عليهم استخدام (السرفيس أو حافلات النقل العام) لأقرب المحطات ثم الإكمال سيراً على الأقدام إلى وجهاتهم.
ووسط السباق المارتوني الذي نشاهده في الشوارع بشكل يومي يعلن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، طلال البرازي، عن موافقته على تحرير سعر البنزين، مبرراً بأن "على الطبقة التي تمتلك سيارات تحمل زيادة السعر" مما دفع الحكومة لاتخاذ بعض القرارات متتالية بحجة أن النتائج ستكون لصالح المواطن الذي لا يلتمس أي نوع من هذا التحسن.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: