مجرد أوهام ... أزمة الغاز ليست وليدة الحرب
نور ملحم
من ماراتون البحث عن أسطوانة الغاز إلى ملل الانتظار لوصول رسالة Sms من شركة تكامل لمعرفة دوراستلام أسطوانة الغازو مكان الموزع المعتمد.
الوضع السيء فرض خيارات محددة للسوريين حول الموضوع وصلت لدرجة العد إلى الرقم مئة قبل التفكير بنوعية الطعام والشراب الذي سيطهى بهدف توفير المادة.
فالغاز هي الوسيلة المتعارف عليها لدى السوريين لتوفير الطعام المطهي للأطفال، وخصوصاً في ظل التقنين الكهربائي الذي يبلغ ساعات وساعات .
بات مألوفاً في الشارع السوري أن تجد سيارات الغاز مركونة على الرصيف مع صاحبها بانتظار أحد سعداء الحظ الذي وصلت لجواله الرسالة العجيبة ربما بالخطأ لتبديل أسطوانته، فمنظر حمل الأسطوانات المحمولة على الأكتاف من قبل الشباب والكهول، وحتى من قبل النساء أحياناً، أصبحت غير موجودة رغم توفر المادة بحسب المسؤولين في القطاع ولكن بحكم خانة الحلم المستحيل.
الكثير من الشكاوى الأخرى تدور حول عدم وصول أي رسائل، ولا مواعيد تظهر في الأفق، وشركة “تكامل” ترد ، بأنها شركة معلومات رقمية عليها فقط أتمتة العملية، ولا تملك مسؤولية تجاه عدم توفر المادة عند الموزعين، وتؤكد أن التوزيع سيتم حسب الأقدمية في التسجيل عند الموزع، وعدد الرسائل مرتبط فقط بعدد الأسطوانات المتوفرة.
وخلافاً للشتاء الماضي الذي اتسم بوعود متكررة عن حلول قريبة لأزمة الغاز الحادة التي شهدها عام 2019، لم تحمل تصريحات المسؤولين هذا العام أية وعود متفائلة بقرب انتهاء الأزمة، علما أن توجيهات صارمة صدرت بمنع المدراء من التصريحات بدون الحصول على إذن مسبق، وما تمّ نشره اكتفى بتبريرات خجولة وإعطاء أرقام متناقضة، وتفسيرات حول آليات توزيع الغاز، دون أن يكون لهذه التصريحات أية مفاعيل على الأرض.
حيث أكد وزير النفط علي غانم منذ أيام أن الإنتاج المحلي “يقتصر على 500 طن يومياً بما يعادل 50 ألف جرة يومياً، وهي كمية بالكاد تكفي لدمشق وريفها فقط، علماً أنها بحسب تقديرات الوزير تشكل 40% من حاجة السوريين للغاز المنزلي”، ولم يفصح الوزير إن كان يتم فعلياً استيراد الاحتياجات المتبقية، وكانت آخر التصريحات الحكومية قد أشارت إلى توقف خط الائتمان النفطي الإيراني بشكل كامل، كما أشارات إلى امتناع القطاع الخاص عن استيراد مادة الغاز.
أزمة الغاز ليست وليدة ظروف الحرب، كما يُروّج لها، ففي عام 2008 سُجّلت سوريا بمراتب متأخّرة عربيًا، وهي إلى جانب البحرين أضعف عشر دول عربية في إنتاج الغاز الطبيعي، ولا يبدو أن هذه الأزمة في طريقها للانفراج قريبًا.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: