معتمد الخبز بريف حماة يضرب ويشتم.. ووزير التموين يعيش في زمن غير زمن !
نور ملحم
يبدو أن تَحْذِير وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في الحكومة السورية طلال البرازي من خطر فقدان ذوي الدخل المحدود الذين يمثلون السواد الأعظم من المواطنين لأمنهم الاجتماعي، حين قال إن «الأغنياء لن يكونوا بمأمن في حال وصل المواطن بمعاناته إلى حدود حاجته لرغيف الخبز كان عبارة عن فقاعة إعلامية يرغب أن يظهر بها اهتمامه بالشعب الفقير».
ولكن الحقيقة التي نراها اليوم على أرض الواقع تبعد كل البعد عن الواقع الحقيقي الذي يعيشه 90% من الشعب السوري وخاصة بعدما اعتذر عن الظهور عبر برنامج يعرض على الإعلام الرسمي لتبرير وضع الأسعار الجنونية مكتفي بالصمت.
حماس الوزير الذي كان في بداية تعينه وزير للتموين بدأ اليوم يتلاشى مع الأمل الذي كان معظم المواطنين كان قد علقه عليه وخاصة بعدما نجحت العديد من تجاربه وقرارته في محافظة حمص حين كان محافظ لها.
وما يؤكد هذا البعد ما جراء منذ أيام مع أحد معتمدي نقل الخبز بريف حماه بقرية "قبلهات" حين قام أحد شبان القرية بالنداء عبر المسجد للاجتماع للبت بأمر الخبز، يقول أحد الحاضرين في هذا الاجتماع لجريدتنا إن «هذا الأمر خطير فهو نوع من التحريض على المظاهرات بحجة عدم الحصول على الكميات المخصصة لكل عائلة بحسب البطاقة الذكية وفقاً لأوامر مدير التموين في ريف حماة ما أدى إلى التهجم على الرجل الخمسيني بالضرب والشتم وهو المعتمد الناقل من أحد الأفران إلى محالّ التوزيع بقرار وتوقيع الوزير الرازي».
رؤية هذه القصة هي مجرد مثال عن بعد رأس الهرم التمويني عن ما يدور في أروقة الأرياف وأن التعديات التي تحصل والتي يجب أن يكون على إطلاع بها فالخبز هو الخط الأحمر كما يقال.
بالمقابل لم نسمع من الوزير الرازي سواء دعوات للتجار وأصحاب الفعاليات للمساهمة في تحسين الوضع المعيشي عن طريق إقامة أسواق ومهرجانات تسوق مع اقتراب شهر رمضان الكريم
تأتي هذه التصريحات بالتزامن مع موجة غلاء باهظة يتجرع مرارتها الشعب السوري وتكاد تقطع عليه قوت يومه، مما دعا البعض لوصف تصريحات البرازي الأخيرة بأنها منفصلة عن الواقع وتمثل استهتار واضح بعقول المواطنين.
وفي سياق متصل، تتكلم جهات غير رسمية عن أن الأسعار شهدت قفزات مرعبة تكاد تصل في بعض المنتجات إلى ارتفاع بنسبة 300% خلال الأزمة الأخيرة فقط، فيُستغرب من البرازي في خضم هذه الأزمة الخروج بتصريح مفاجئ عن انخفاض الأسعار، فقد اعتبرت هذه التصريحات تنم عن إهمال وعدم دراية بما يحدث في السوق السورية ناهيك عن إنكار واضح لوجود أزمة غلاء وتضخم متفاقمة يبدو أن المسؤولون في سوريا ارتأوا إلى إنكار وجودها حينما لم يصلوا إلى حلٍّ لها.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: