Thursday April 18, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أين هي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من المشردين؟

أين هي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من المشردين؟

نور ملحم 

ظاهرة تفاقمت بشكل يستفز المارة في الشوارع الكبرى بدمشق العاصمة. عشرات الرجال والنساء يفترشون الأرض ليلاً ونهاراً، كأنهم خارج زمن المدينة وحراكها، إذ تحولوا لمنظر عابر يثير كثيراً من الأسئلة المرة عن الواقع الذي وصلوا إليه.

عندما تتأمل وجوه المشردين، ترى تفاصيل الألم وقهر الزمن في نظراتهم، ولكل منهم حكاية فيها المرارة والحزن، وعلى الرغم من محاولاتهم التهرب من المسؤولية فيما آلت إليه أوضاعهم، فإن كثيراً منهم قست عليهم الحياة وأجبرتهم على العيش في الشوارع.

في حديقة شارع لثورة يتقاسم عدد من المشردين المكان لكل واحد منهم مملكته الخاصة التي لا تتجاوز مساحة فراشه.

محمود أحد المشردين يقيم في هذه الحديقة مع أطفاله منذ عامين بعدما تم إخراجهم من مركز الإيواء بمنطقة المزة، ليبقى بلا منزل ولا عمل ولا تعويض وعدت به الدولة. 

ذو الخمسين عاماً يعيش على صدقات من يمرون بالشارع في انتظار أن يأتي فرج من السماء، مشيراً إلى أن الشتاء شهر المعاناة، «إذ نعيش مثل القطط نبحث عن زاوية نختفي فيها بعيداً من المطر، الذي يزيد أحزاننا ويأسنا من الحياة».

لا مكان ولا أرقام 

لا تجد مكانًا محددًا لإقامة المشردين، فهم يتنقلون من مكان إلى آخر بشكل يومي، بعدًا عن استفزاز المارة لهم بشكل متكرر بنظرات تكون إما شفقة أو نظرات قرف واشمئزاز

ولا توجد أي احصائية رسمية عن أعدادهم، بسبب عدم الاهتمام بهم من أي جهة كانت حكومية أو غير حكومية وبحسب وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل فلا يستطيع تحديد أعدادهم كما أنه من الصعب مكافحة هذه الظاهرة وذلك لحساسية كل حالة يتم رصدها والتعامل معها، حيث أوضح تقرير صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل أن الجهات المعنية تواجهها عدة صعوبات كمعارضة الفئات المستفيدة من هذه الظاهرة للجهود المبذولة في مكافحتها، إضافة لعدم وجود كوادر مخصصة في أغلب المحافظات وأيضاً نقص في الكوادر ضمن مراكز مكافحة التسول ما اضطر الوزارة لإيجاد وسائل معالجة هذه الصعوبات من خلال التعاون المستمر مع المجتمع الأهلي والجهات الحكومية بتشجيعهم للانخراط في مجال مكافحة التسول وخاصة الجمعيات والمؤسسات الأهلية بوجوب دعم مراكز مكافحة التسول برفدها بعدد مناسب من الموظفين والمؤهلين وزيادة عدد هذه المراكز والعمل على انتشارها في الأماكن التي تكثر فيها هذه الظاهرة وخاصة دمشق وريفها, كما أوضح التقرير ضرورة العمل على زيادة التنسيق مع الجهات المختصة لاحتواء هذه الظاهرة بتطبيق القوانين الرادعة على من يقف خلف هذه المجموعات بغية استغلالهم لمكاسب شخصية.

بالمقابل يوجد أكثر من 1240 جمعية أهلية مرخصة في سورية ومنها عدد كبير يتلقى تمويلات خارجية، لكن هناك تجاهلاً مقصوداً لهذه الفئة من المهمشين، كما أن الجهة الرسمية المسؤولة عنهم هي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل لكن لا يوجد أي مركز أو أي برنامج لرعايتهم ليبقى السؤال ما هو عمل هذه الوزارة بالحقيقة؟

 

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: