Friday March 29, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أتمته البطون الجائعة.. والحكومة تتبع العلاج بالصدمة !

أتمته البطون الجائعة..  والحكومة تتبع العلاج بالصدمة !

نور ملحم

بتوقيع القلم الأخضر انتقل الخبز من الطبقة الكادحة للطبقة البرجوازية و"الحبل على الجرار" فمع صدور قرار أتمته معظم المواد التموينية التي نستهلكها، قررت الحكومة تنظيم الطوابير التي اعتاد عليها المواطنين الفقراء نتيجة الظروف المعيشية الصعبة التي مروا ويمرون بها.

واليوم دخلت البطاقة الذكية إلى حياتهم، وأضافت على الشقاء المزيد، لتصبح معاناة السوريين منظمة وممنهجة، وبعدما وصلت الأتمتة لمادة الخط الأحمر، هل هذه الأتمتة ستشمل خوارج المواطنين بعدما شملت كل ما يدخل لمعدته؟! 

لاحظنا التخبط الكبير في القرارات والتصريحات هذا يؤكد، وذلك ينفي خوفًا على ما تبقى من الحركة الاقتصادية في البلد، ولعدم قدرتها على المواجهة بنقص الكوادر والمراكز والإمكانيات.

يقال إن عبارة "خط أحمر" تترافق مع كلمة الخبز منذ عام 1973 فالحكومات المتعاقبة كانت تتكبد تكاليف الدعم، مقابل أن تصم آذان السوريين، من دون أن يُسمح لأحد بالتفكير، وإن جازف سوري وفكّر وسأل، ربما الرد سيأتيه أسرع من سؤاله "الحكومة تبيع بسعر مدعوم" وإن تمادى في تفكيره ليسأل، فقد تأتي الإجابة بأن لذلك علاقة بالصمود والتصدي بحكم أن القمح محصول استراتيجي.

ولكن قرار اليوم بجعل الخبز على البطاقة الذكية تغير المفاهيم وتسقط الشعارات وتزيح الخط الأحمر وتلوح بآفق على التخلي القريب لدعم سعر الخبز، تماماً كما حدث في موضوع المواد التي كان توصف بالمدعومة فأصبح لدينا سعرين للسكر والأرز ونشطت السوق السوداء ضمن هذه الظروف المناسبة التي هيتها لها الجهات المسؤولة دون مبرر مقنع.

زادت أسعار الخبز، خلال سنوات الحرب 66%، كما زادت أسعار المازوت 105%، والمقننات من سكر وأرز وشاي 100% بالمقابل يدعى أن هذا الدعم هو سبب عدم تحسين دخل السوريين، باعتباره يحصل على زيادة غير مباشرة للرواتب والأجور، وفي الوقت الذي لا طاقة للطبقة المخملية لتناول الخبز الشعبي نجد الكثير من المواطنين لا قدرة لهم من شراء الخبز السياحي الذي وصل سعرها 700 ليرة سورية للربطة.

تعتبر الحكومة البطاقة الذكية وسيلة لمحاربة التهريب لكننا سنشير، للتذكير ليس إلا، إلى أن الخبز في معظم مناطق سوريا بات من الكماليات بعدما كان من الأساسيات لتصبح الحصول على ربطة خبز حلماً لهم.

تحاول الحكومة صرف الأنظار عن الأسباب الحقيقية ويأتي ذلك في ظل توقف شبه كامل لأعمال المواطنين بسبب الإجراءات للحد من انتشار وباء “كورونا”، ومقارنة بالدخل يصبح المواطن غير قادر على التعايش مع الحياة في ظل شح المواد الغذائية وغلاء فاحش بسبب احتكارها من قبل التجار، وفقدان التموين القدرة على السيطرة على السوق السوداء، الحقيقة ظاهرة وإن حاول البعض التكتم عليها بمساندة بعض وسائل الإعلام التي تعودت على الاستهتار بالمواطن البسيط وعدم احترام عقله، فهل هي أبره الرحمة المقدمة من الحكومة لنا؟!.

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: