أسواق حلب.. في الإعلام ازدهار وفي الواقع دمار
نور ملحم
في سوق السقطية بحلب، لم تفتح سوى عشرة متاجر أبوابها من أصل 53 متجراً، فأصحاب الأعمال إما رحلوا إلى الخارج أو إلى مناطق أخرى في سوريا.
وفي سوق "خان خير بك" بحلب القديمة، هناك متجران يستقبلان الزائرين والصحفيين الذين يترددون لهذه الأسواق بهدف التصوير من أصل 41 متجراً قاموا بفتح متاجر ضمن مناطق لم تكون ضمن دائرة الحرب في حلب.
وفي الخان العتيق، وهو فناء حجري قبالة سوق حلب القديم، لا تزال معظم متاجر الملبوسات وعددها 41 متجراً مهجورة، فقد انتقل كثير من أصحابها إلى أماكن أخرى أو إلى الخارج هرباً من الاشتباكات في المدينة التاريخية التي كانت مركزاً اقتصادياً رئيسيا قبل الحرب.
لا حياة لمن تنادي
يقول أبو محمد وهو التاجر الوحيد في السوق المهدوم لـ" جريدتنا" إن الكثير بدأ عملاً جديداً خارج سوريا في مصر وتركيا ولا رغبة لهم بالعودة بعد الكم الهائل من المصائب الاقتصادية التي تحل في بلدنا، كما فتح بعض التجار الحلبيون متاجر جديدة في مناطق أخرى من البلاد مثل دمشق واللاذقية وطرطوس، لذلك لا رغبة لهم بالعودة أيضاً، بعدما أصبح لهم زبائن في هذه المحافظات.
يكمل العم ذو 65 عاماً: كانت المنسوجات أحد الأعمدة الرئيسية التي يقوم عليها نشاط الأعمال في حلب حتى بداية الحرب عام 2011، وكان الخان الواقع في قطاع سوق الزرب من مدينة حلب القديمة المدمرة مركزاً لنشاط المنسوجات، ولكن انقلب حال الاقتصاد السوري بفعل سنوات الحرب التسعة التي أدت إلى تقسيم البلاد بين قوى متصارعة وشردت الملايين.
المشهد الذي طل لنا عبر وسائل الإعلام الرسمية بأن الحياة الاقتصادية بدأت تدور من جديد في أسواق حلب، داعين التجار إلى المبادرة فوراً بالتعاون مع غرفة التجارة والمؤسسات المعنية في المحافظة لإعادة تأهيل متاجرهم لما لذلك من انعكاسات إيجابية على الحركة التجارية في المدينة، ولكن هي في الواقع وجه معاكس، فالأسواق تشبه بالمثل "لا حياة لمن تنادي"، فلا زبائن ولا تجار ولا محلات ولا زحمة مثل التي كانت قبل الحرب.
إعادة تأهيل وليس إعمار
وتتم إعادة تأهيل السوق بمساعدة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهو واحد من العديد من برامج المنظمات الأخرى المهتمة بإعادة تأهيل المناطق في حلب القديمة.
يشير باسل الزاهر، وهو مهندس سوري مشرف على المشروع في تصريح لـ " جريدتنا" أن البرنامج مهتم بعملية إعادة التأهيل، وليس إعادة الإعمار، حيث إن إعادة التأهيل تشمل الترميم وليس البناء من نقطة الصفر.
ويقول: نقوم بعملية إعادة التأهيل في هذه الأسواق مثل إعادة الأحجار إلى شكلها الأصلي وإظهار الطابع الأثري له.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: