Saturday May 4, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

التاريخ يعيد نفسه من جديد.. دول أجنبية تستقطب الحرفيين السوريين

التاريخ يعيد نفسه من جديد.. دول أجنبية تستقطب الحرفيين السوريين

نور ملحم

لم تقتصر آثار الأزمة على خسارة ما تملكه سوريا من  اقتصاد وتجارة وآثار ونسيج ثقافي وفني، بل امتدت إلى الصناعات التراثية التي طالما اشتهر بها حرفيوها، فالكثير من حرفيي سوريا خسروا عملهم بفعل الحرب والصراعات الدائرة في مناطق عملهم، واضطر قسم كبير منهم إلى ترك منشأتهم الصغيرة المكونة من آلات ومعدات بسيطة ، فيما اختار بعض آخر النزوح إلى مراكز المدن وقرر آخرون الهجرة خارج البلاد، و«أخذ سرّ مهنته» إلى دول مجاورة لطالما اهتمت بالحرفة السورية وحاولت استقطابها.

استغلت العديد من الدول العربية والأجنبية هذا الوضع واعتبروها فرصة لا تعوض لاستقطاب أكبر عدد من شيوخ الكار في الصناعات الحرفية لبلدهم من خلال تقديم التسهيلات والضمانات والمغريات لهم ضامناً في ذلك المردود  الاقتصادي لبلدهم، ومن هذه الدول كندا التي تقدم فيزا وإقامة دائمة للحرفيين السوريين الراغبين بالسفر إلى كندا, وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها حرفيو سوريا لاستهداف مقصود ومخطط، ففي أيام الاحتلال العثماني رحّلت تركيا الخبرات الحرفية إلى الأستانا.

ويوضح "ياسين السيد" حسن رئيس اتحاد الحرفيين في سوريا في تصريح لـ"جريدتنا" أن «العديد من حكومات الدول المجاورة وفعالياتها الاقتصادية تعمل جاهدة ومنذ فترة طويلة على استقطاب الحرفيين السوريين وتقديم مختلف التسهيلات والإجراءات أمامهم للانطلاق بأعمالهم في تلك الدول، وصولاً إلى قوننة أعمالهم فيها».

وأشار إلى أنه «بغض النظر عن الاستفادة التي سيحققها اقتصاد تلك الدول بسبب افتتاح الحرفيين السوريين لورشهم عندهم، فإنها – تلك الدول- أيضاً تضع نصب أعينها هدفاً على المدى المتوسط والبعيد ويتمثل في أن يتم تدريب المواطنين والعمالة في تلك الدول على أيدي الحرفيين السوريين»، لافتاً إلى أن «العوائق في عمل حرفيي تلك الدول كبيرة أولها أنه لا يحق لأي واحد منهم افتتاح حرفة خاصة به إلا بعد الحصول على شهادة تخرج من المعهد العالي للحرفيين في تلك الدولة»، مبيناً أن «الأمر لا يقتصر على الدول العربية المجاورة وإنما يمتد لمختلف الدول الأوروبية الشهيرة بصناعاتها الحرفية كإيطاليا على سبيل المثال التي تُخضع حرفي الأحذية إلى الكثير من الاختبارات للحصول على ترخيصه وافتتاح ورشة تصنيع خاصة به».

وأضاف: «تقوم بعض الدول ومنها الأوروبية حالياً بانتقاء النخبة من الحرفيين السوريين ناهيك عن الذين ذهبوا بأنفسهم إليها بعد أن بقي 90% منهم هنا دون عمل نتيجة الأوضاع الحالية التي نعيشها منذ فترة ومنهم من قام بتغير كاره بشكل كامل من أجل».

وعن خطورة هجرة الحرفيين السوريين وتوطينهم في تلك الدول كشف رئيس الاتحاد  عن مغادرة أعداد كبيرة من حرفيي الصاغة السوريين «وهؤلاء يعتبرون من أصحاب الخبرة التي تضاهي الحرفيين في العالم كله نظراً لدقتهم وحرفيتهم العالية، وهؤلاء لا أعتقد أنهم سيفكرون بالعودة خلال السنوات القريبة القادمة إلى سوريا».

وناشد السيد حسن لوضع ضوابط دقيقة وعلمية وتنظيم دقيق تعتبر كشروط لحصول أي حرفي على شهادة عمل في حرفته، «وعليهم في هذه الحالة العودة إلى «مشايخ الكار» ليدعموهم وإلا فإن وضع الآلاف من الحرفيين يهدد وضع القطاع الحرفي بأكمله.

ولم ينف "حسن" أن استقطاب الحرفيين السوريين لم يكن خلال الأزمة الحالية فقط وإنما منذ سنوات طويلة وخصوصاً في حرف صياغة الذهب وصناعة الرخام والشرقيات والحلويات والأطعمة وغيرها حتى أن لسورية ترتيباً بين المراتب الثلاث الأولى على مستوى العالم في تلك الحرف والمشكلة بالموضوع أنه لا يوجد قانون يحافظ على تراثنا فالهوية السورية للحرفين لا يوجد لها اسم "بطاقة منشآ" نحاول العمل على اظهار بطاقة للتراث من أجل قيمته التاريخية الذي فقدنا بالأزمة فجميع الأعمال السورية تغزو الكثير من الدول وتتواجد بنسية 75%.

وختم بالقول: «هناك نزيف يحصل في الحرفة السورية والمطلوب إصلاح هذا الوضع في مقابل المساعي الحثيثة في استقطاب الحرفيين السوريين، ما جعل الحرفة السورية مهددة بالزوال ويجب على الحكومة ألا تنسى أننا بحاجة بعد انتهاء الأزمة إلى كل حرفي وكل عامل وكل من هو قادر حتى على التعامل مع «مفك البراغي»، وأن جميع تلك الدول التي تمتلئ بالبطالة لا تتردد في الاهتمام بالعامل والحرفي السوري لأنه بمنزلة قيمة مضافة لها.

ونحذر من هجرة الحرفيين السوريين إلى خارج البلاد نظراً للإغراءات التي تعرض أمامهم وسنكون في يوم من الأيام بحاجة إلى كل واحد من هؤلاء آجلاً أم عاجلاً خاصة أنها تعود بـ 50% على الاقتصاد السوري قبل الأزمة ولكن اليوم حوالي 90% انهار وتوقف عن العمل لذلك قمنا بتشكيل لجنة خاصة بالتعاون مع وزارة الصناعة لإعادة تشغيل الحرفيين ضمن المنشآت الواقفة عن العمل لإعادة عجلة الاقتصاد على الدوران».

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: