Friday November 22, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

«الجوع» يدخل «بيوت السوريين».. والحكومة همها خدمة «محدثي النعمة»

«الجوع» يدخل «بيوت السوريين».. والحكومة همها خدمة «محدثي النعمة»

 

نور ملحم

على أبواب العاصمة السورية ثمة عائلات بوجوه مجعدة وأذرع تشبه العصي يتضورون جوعاً لعدم توفر ثمن الغذاء لهم فالقيصر المفروض من الغرب بات حجة يعلق عليها كل مسؤول يخرج عبر المنبر الإعلامي ليتكلم، وبينما تختتم الحكومة ظهر كل يوم جولة غير مجدية من المحادثات والاجتماعات التي باتت عبارة عن كلام وقرارات غير واضحة إلا في تغير رقم التاريخ في أعلى كل صفحة مكتوبة بنهاية المجلس، حذر مسؤولون معنيون بالشؤون الإنسانية من أن الأوضاع على مشارف دمشق وصلت إلى مستوى سيء جداً وثمة أدلة بالفعل على أن الناس بدأت تستغني عن وجبات ووصلت نسبة السوريين الذين هم تحت خط الفقر إلى 90%.

حيث تعد المرحلة الراهنة التي تعصف بأوضاع معيشة السوريين، من أقسى الأزمات التي عايشها المواطنون في تاريخ سوريا الحديث، حيث ساهم انهيار سعر صرف الليرة السورية بشكل غير مسبوق مقابل الدولار الأمريكي إلى انخفاض القوة الشرائية فالفجوة الكبيرة بين الإنفاق وبين الدخل من الرواتب والأجور، أدت إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور، وهو ما أدى بالنتيجة إلى ارتفاع قيمة المنتجات لتبدو أكبر قيمة من أن يستطيع السوريين الحصول عليها. 

بات السوريون يلجؤون إلى مجموعات عبر التواصل الاجتماعي للاستنجاد بأي طريقة تساعدهم للهروب من جحيم الفقر والعوز، ولأن المعظم لا يمكن له التفكير بالسفر فأن يلجأ بالتفكير بالانتحار أو أن القدر يساعده على الموت مبكراً بـ "جلطة" تقطع حلقات البؤس المعاش.

ودليل على ذلك الرقم التي كشفته الهيئة العامة للطب الشرعي مطلع شهر تموز عن ارتفاع حالات الانتحار بين السوريين حيث بلغ عددها منذ مطلع العام الجاري، 60 حالة منذ بداية العام الراهن  

الناس باتت تنام في الشوارع وتفترش الكراتين، وتبحث بين القمامة لتأكل، بعد خسارة السكان لمعظم مصادر تمويلهم "تخيلوا لأي درجة وصلت أحوال الناس"… فمنذ بداية الحرب بات هناك طبقتين في البلد، طبقة (محدثي نعمة) الذين استفادوا من الحرب وأتباعها والتي على ما يبدو أن الحكومة تهتم لهم ولمصالحهم، وطبقة وسطى أصبحت تحت خط الفقر والذين أصبحوا ضمن تيار النسيان. 

ارتفاع الأسعار في الأسواق السورية بشكل كبير، سينتج "واقع كارثي" إذا ما لم تعالج الأسباب التي أدت إلى الواقع الحالي بشكل مثالي. 

وبهذه الحالة لن يتمكن الفرد من الحصول على السلع الأساسية، وإن استمرار الأوضاع الاقتصادية على ما هي عليه سيؤدي إلى تفشي الفساد أكثر فأكثر، وسيطرة اقتصاد الظل على حياة السوريين". 

وانتشار اقتصاد الظل هو أول نتائج انهيار مؤسسات الدولة، بحيث تكون الدولة وإمكانياتها في خدمة الأغنياء.. وفي هذا الحال ستزداد الرشوة وتعمد الدولة على مبدأ ابتزاز المواطنين لصالح الأقوياء.

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: