الحكومة تشجع على السياحة الشعبية.. ومحلل: «هذه المشاريع غير مجدية» !
نور ملحم
عندما يكون اهتمام الحكومة السورية، بعقد اجتماعات أو إقرار "مشاريع سياحية"، أو تدشين معارض وتنظيم مسابقات، يخيل إليك لوهلة أنّ وضع البلد أصبح على ما يرام والمواطنون يعيشون في "أمان واستقرار اقتصادي".
وعندما تسمع أنّ وزارة السياحة السورية، توافق على تنفيذ مشاريع بمئات المليارات في مختلف المحافظات، يغدو لك ما يقال عن سوريا "حرب ودمار وجوع وتهجير" محض "افتراءات".
أمام هذا الإصرار الرسمي، على بثّ الروح في قطاع السياحة، ومع توفّر كلّ العوامل المعيقة للنشاط الاقتصادي والسياحي، يُطرح سؤالٌ يتعلّق بالواقع الاقتصادي للغالبية العظمى من السوريين المستهدفين، بمشاريع الحكومة "سياحة شعبية".
في الشوارع تسمع الأحاديث التي باتت تقتصر على غلاء المعيشة وصعوبة الحال والعجز أمام متطلبات الحياة، والأزمات المتلاحقة (غذاء وخبز ومحروقات وليرة وأدوية)، أثقلت كاهل أغناهم.
رئيس الحكومة السورية، "حسين عرنوس" أكد مؤخراً على " تنشيط السياحة الشعبية، وتهيئة مواقع مخصصة لذلك في المحافظات، وإعداد الكوادر الأكاديمية المؤهّلة والمدرّبة والمتخصصة التي تحتاجها المنشآت السياحية، السعي المستمر لتوفير الدعم اللازم للقطاع السياحي للنهوض به من جديد.
الوجع حسب تصريح المحلل الاقتصادي "علي ديب" لجريدتنا أنّ «الشعب السوري الذي لا يزيد متوسط دخل الأسرة منه عن 60 ألف ليرة، وتكاليف معيشته، تزيد عن 650 ألف ليرة، ويعاني الفاقة والعوز والإذلال بتأمين قوت يومه، تنفق حكومته، بهذا التوقيت، مئات الملايين على افتتاح مشاريع غير منطقية، هو بالأساس غير ضروري إن لم نقل مستفِزّ»، لافتاً إلى أن «الفريق الحكومي الحالي والسابق لم يقدِّرا جيداً الواقع المرّ الذي يعيشه غالبية السوريين، داعياً إلى الاهتمام بالقضايا الحياتية الصغيرة، وحلِّها بشكلٍ صحيح، لنخرج من عنق الزجاجة».
وأضاف «المشروعات السياحية الكبيرة، غير مجدية حالياً، لا بدّ أن نرى العالم حولنا»، مشدِّداً على أهمية الانطلاق من الأولويات الزراعية والصناعية بحسب المحلل الاقتصادي.
وفي سياق متصل، أكد مصدر في غرفة سياحة دمشق لجريدتنا أن السياحة الداخلية شهدت نشاطاً جيداً، حيث تمّ تسيير رحلات أسبوعية لعشرات الحافلات لمعظم المواقع في سوريا، لكن جائحة كورونا أثَّرت كثيراً، إذ تخوّف الناس من السفر والمرض بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي والغلاء".
وقال المصدر «"لكلّ وعاءٍ واعى" فعند الإعلان عن أي رحلة سياحية داخلية كنا نجد إقبالاً جيداً لأننا وضعنا أسعاراً مقبولة جداً مناسبة للجميع».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: