الأزمات تتفاقم ... والحكومة عاجزة على إيجاد الحلول
نور ملحم
المثل القديم يقول "القناعة كنزاً لا يفنى" على هذا المبدأ ترسخ مفهوم القناعة لدى الكثير من السوريين حول أوضاعهم المعيشية بأنها لن تتحسن، بل ستزداد صعوبة يوماً بعد يوم نتيجة عجز الحكومة عن تجاوز الأزمات التي أصبحت مضاعفة بعد تسع أعواماً من الحرب العسكرية والاقتصادية.
فكل ما تطلبه من مصائب تجده في سوريا... من أزمة طاقة وغلاء أسعار إلى طوابير الوقوف أمام المخابز ومؤسسات التدخل مروراً بانقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة والتي تصل لأيام وأيام.
ورغم تأكيد الحكومة منذ بداية الأزمات أنها عابرة وسيتم تجاوزها خلال أيام، فإن الوضع بقي على حاله لا بل ازداد تفاقماً، فحالة الاستنفار القصوى في مواجهة آثار العقوبات الاقتصادية على سوريا لتخفيف من الأزمة الإنسانية وتراجع توفر الحاجات الرئيسية، انعكست سلباً على المواطنين لتصبح عبارة عن قرارات تضيق سبل العيش، وجعل الحياة بالغة الصعوبة.
فمنذ بدء أزمة الغاز سمعنا الكثير من التصريحات التي تؤكد أنها ستنتهي خلال أيام معدودة، والآن مر أكثر من شهرين والوضع ازداد صعوبة، وبات تأمين أسطوانة غاز أشبه بالحلم لدى الكثيرين، حيث اعتبرالعديد من التجار أن تركيز الحكومة في تصريحاتهم على أن المرحلة المقبلة ستكون "أكثر صعوبة" من المرحلة الماضية يفهم منها أنها " رسائل للناس بأن الوضع المعيشي لن يتحسن وسيزداد سوءاً بسبب العقوبات، وقد يستمر لسنوات".
علماً بأن أرقام البنك الدولي تؤكد أن 85 من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، فارتفاع أسعار الخضار والفواكه بشكل جنوني، ونقص في السلع الأساسية المعروضة في الأسواق، جعل السوريين يستغنون على الكثير من العادات والأطباق التي كانت تعد أساسية ضمن المائدة السورية، حيث قفز سعر كيلو الفروج إلى أكثر من 1650 ليرة، أي بنسبة أكثر من 50 % فهذا الوضع لم يمر على السوريين ولا حتى في أشد سنوات الحرب ولا حتى في زمن الحصار الاقتصادي على البلاد في ثمانينيات القرن الماضي.
وبحسب المحلل الاقتصادي غ"يث بركات" فإن الحكومة بالكاد توفر الحاجات الأساسية لمواطنيها مبيناً في تصريحه لـ " جريدتنا" أن جميع الاحصائيات الاقتصادية والدراسات التي قام بها الخبراء لتحديد حجم الخسائر الاقتصادية والمالية التي تكبدتها سوريا ركز على معاناة المواطن السوري الذي يسعى يومياً لتأمين قوته، لذلك نجد أن أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في سوريا هي النقص في المحروقات وغلاء الاسعار ومشاكل القطاعين التعليمي والصحي.
وأضاف "البركات" «تختلف أسعار المواد الغذائية والمنتجات بحسب أماكن الأسواق، ونوع المواد ومدى جودتها، إلا أنها في العموم مرتفعة ولا تتناسب مع القدرة الشرائية لدى الكثيرين، بالمقابل فأن السياسة الاقتصادية المتخبطة والتصريحات المكررة التي يطلقها المسؤولين أفقدت الثقة بينهم وبين المواطنين ومن الصعب أن تعود هذه الثقة فهي تحتاج لمعجزة».
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: