الازدحام في دمشق.. حكاية أزمة لا تنتهي
نور ملحم
الانتظار الطويل ضمن طوابير الصباح للفوز بمقعد للركوب منظر يومي، فمشهد السباق الماراتوني لحظة وصول وسيلة النقل أصبح أمراَ "مألوفاَ" فقلة عدد الباصات واكتظاظ السرافيس هو همّ يؤرق المواطن، في ظل عجز الجهات المعنية عن حل الأزمة.
تتفاقم المشكلة مع بزوغ الفجر أثناء ذهاب المواطنين إلى أماكن عملهم وفي وقت الظهيرة أثناء خروج طلاب الجامعات وانتهاء المواطنين من عملهم.
أحد الذين يشتكون من الأزمة "مصطفى" موظف حكومي، وصف الوضع الراهن بـ"المعيب"، مشيراً إلى أنه يعاني من الانتظار طويلاً في الشارع بسبب الزحمة، لذلك يضطر في أغلب الأوقات للسير على الأقدام كوسيلة للتغلب على الأزمة.
بالمقابل تتحدث "منى" من سكان "منطقة برزة" وتعمل في "البرامكة" وسط "دمشق" قائلة: «لدي مشكلة يومية في الوصول للعمل، حيث أحتاج لحوالي ساعة من الوقت للطريق، إضافة للصعوبة في تأمين وسيلة نقل، لأن معظم السرافيس تختصر خطوطها ولا تصل لأكثر من نصف الخط».
وتابعت منى «للأسف لا يوجد رقيب أو حسيب على السرافيس وإن قررت الاستعانة بسيارة أجرة علي أن أدفع بين 1500- 2000 ليرة للذهاب، ومثلها للإياب، ما يعني أن راتبي بالكامل سيذهب أجرة مواصلات».
وفي سياق متصل، كانت قد اتخذت الحكومة إجراءات جديدة لتنظيم عمل مواصلات النقل من "سرافيس" و"حافلات نقل داخلي" في محافظة دمشق، حيث تم إلغاء جميع الموافقات الممنوحة لـ"الميكرو باصات" العاملة على تخديم المدارس والقطاعات الخاصة (مهمات خاصة) مع تشديد الرقابة عليها واتخاذ العقوبات اللازمة من الجهات المعنية بحق أي "سرفيس" مخالف يتم ضبطه.
وفي ظل تفاقم الأزمة احتدم الجدل بين المواطنين حول هذا الموضوع فمنهم من طالب الجهات المعنية بمحاسبة المقصرين من أصحاب السرافيس وفرض عقوبات رادعة، في حين حمّل آخرون الحكومة مسؤولية هذا التقصير وليس أصحاب السرافيس لأن "السرافيس" ملك خاص لأصحابها، فالسائق لديه الحق في نقل الركاب سواء من الطلاب أم المواطنين، ولايحق للحكومة فرض قرارات ليست من اختصاصها.
ليبقى المبرر الدائم الذي يتكرر عبر تصريحات الحكومة وهو وجود نقص في عدد "الميكروباصات" العاملة على الخطوط في "دمشق"، والتي يقدر عددها حالياً بـ3200 سرفيس، مقارنة مع أكثر من 5 آلاف سرفيس خلال الفترة السابقة، إضافة لوجود 127 باص نقل داخلي عاماً، وأكثر من 150 باص نقل داخلي يعود لشركات النقل الخاصة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: