Tuesday May 7, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

أحلام المواطن السوري ضمن هذا الواقع

أحلام المواطن السوري ضمن هذا الواقع

نور ملحم 

كثيرة هي الطموحات التي يحلم بها المواطن السوري في ظل واقعه المزري، ويأمل أن تساعده الظروف بغية تحقيق لو جزء يسير من أحلامه، وهو الذي يعيش يومياً هواجس الخوف والقلق من المستقبل.

فالحلم ناتج عن ظروف مجتمعية وهواجس يفكر بها المواطن، فالأشياء التي نحن محرومون منها دائما تأخذ حيزا من تفكيرنا لذلك فأن الآراء المطروحة تعبر عن شريحة واسعة من المجتمع السوري، فالذي يحلم بأن يملك منزلاً يعبر عن هموم وطموحات آلاف السوريين الذين لا يملكون أماكن تحويهم، والذي يحلم بكيفية تأمين رغيف الخبز ليسد به جوعه يعبر عن ثلث الشعب السوري الذي يعيش تحت خط الفقر

المواطن السوري لم يعد يحلم بالكثير، وابتعد عن الحياة السياسية والثقافية، ولم يعد من صلب اهتماماته مواقف الدولة وأوضاعها الاقتصادية السيئة، أوشعارات المعارضة  الوطنية الكاذبة، فيقول سليمان ( 37 عاماً) بأنه في ظل هذا الواقع لا يمكن للمواطن السوري أن يجد لنفسه عملا يعيش من خلاله، هذه هي المصيبة الكبرى، فأنا أحد المواطنين الذين لا يهتمون بالذي يصدر، أعمل أكثر من أربعة عشر ساعة في اليوم، ولست قادراً على شراء منزل أسكن مع أسرتي، فليس لدي أي طموح للمستقبل سواء الحصول على أسطوانة الغاز .

كثيراً من السوريين هجروا البلد بحثاً عن لقمة العيش بعد أن ضاق بهم السبل حيث ازداد الفقراء فقراً، والأغنياء غنىً، يقول محسن مهندس يعمل حالأً في دولة الأمارات أليس مؤلماً أن آخذ في بلد الإقامة ما يعادل ثمانية آلاف دولار شهرياً على عملي نفسه كنت أعمله في بلدي، لقد كنت أعمل لأسدد فواتير الهاتف والأنتريت والماء والكهرباء، وأتعرض في كل شهر لتهديدات بقطع هذه الخدمات عني.

«كم هو مثير للشفقة .. ان تسرق منا حتى الأحلام»، عبارة رددها  لؤي أستاذ اللغة الفرنسية  بحسرة، فالوظيفة المحترمة التي كان يحلم بها يوما قد تحولت إلى أي عمل يؤمن له «لقمة العيش بشرف»!! ، و بيت الزوجية المنتظر أصبح مجرد غرفة على السطوح والسيارة التي كان يجرؤ خيالها ويتراءى أمامه بعض الأحيان قد تحولت إلى "طرطيرة" ويا ريت ؟ أما بنت الحلال فكان يقنع نفسه أنها لا بد أن تأتي يوما بعد كل هذا.. والله كريم.

بينما يعبر طالب البكلوريا موسى عن أحلامه بالقول بأن حلمي بسيط، فأنا ما زلت طالباً أحلم بالدخول إلى الجامعة، فالجامعة أصبحت حلما لنا، والعلامات المرتفعة أصبحت كابوساً، فعائلتي فقيرة، وهي لا تستطيع تأمين الدورات لي، لذا قررت الاعتماد علي نفسي وعلى إمكانياتي الذاتية، لعلي استطيع دخول الجامعة، وأحقق طموحي وطموح أهلي، وأعيل أسرتي بعد ذلك.

ليبقى الأمل يحكمنا كما كان يشدد الراحل سعد الله ونوس، والأمل هنا، رؤية دولة الحق والقانون، دولة لكل مواطنيها دون تمييز، إنسانية المواطن مقدسة، كرامته محفوظة، يعيش حياة حرة وكريمة، وربما مرفهة، لا يكون هناك سيد وعبيد، ظالم ومظلوم، غني حتى العظم، وفقير أيضاً حتى العظم، هذا هو الوطن الذي نحلم به وننشده.

المصدر: خاص

بواسطة :

nour molhem

author

شارك المقال: