الهول.. المعتقل الكبير
خاص
خلال الأيام الماضية، داهمت "قوات سوريا الديمقراطية"، أقساماً من "مخيم الهول"، بطريقة همجية، واعتقلت عدداً من النساء بعد تسجيل فرار ١٠ نساء من الجنسيتين الفرنسية والبلجيكية في حادثتين منفصلتين، وكأن "قسد"، كانت تصب غضبها على من عجز عن الهروب من المخيم الواقع بريف الحسكة الشرقي، وتحول إلى ما يشبه المعتقل الكبير.
بحسب المعلومات فإن ٧٣ شخص يقطنون في المخيم، غالبيتهم من عوائل تنظيم "داعش"، إلا أن ذلك لا يبرر لـ "قوات سوريا الديمقراطية"، التابعة لقوات الاحتلال الأمريكي الممارسات الهجمية بحقهم على اعتبار أن المخيم بات خاضعاً لإشراف من قبل مجموعة من المنظمات الأممية، وبدلاً من إخضاع هؤلاء لبرامج إعادة التأهيل، والسماح للمنظمات بحرية العمل على معالجة العامل النفسي لهم، تذهب "قسد"، نحو التعامل معهم على أنهم "معقتلون"، وهنا لابد من الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من سكان المخيم هم من النساء والأطفال دون سن الوعي.
ولا يبدو إن مشكلة "مخيم الهول"، ستكون ذات حل قريب، وإن كانت "قوات سوريا الديمقراطية"، تتجه نحو إطلاق سراح عوائل التنظيم من حملة الجنسية السورية بشرط امتلاكهم لأوراق ثبوتية توثق حالات الزواج والإنجاب، فإن نحو ٦٦% من السوريين المقيمين في المخيم لا يمتلكون هذه الأوراق، كما أن القرار لن يسمح بـخروج المدنيين الذين لا يتربطون بالتظيم، وهذا يعني بالضرورة إن "قسد"، تتجه نحو إعادة توطين "داعش"، في مناطق من ريف دير الزور، بحجة الحصول على "ضمانة عشائرية"، لإعادة هذه العوائل إلى مناطقها الأصلية، فيما سيبقى البقية من سكان المخيم، رهن الاحتمالات، مع التذكير بأن دول أوروبا الغربية لن تتجه نحو استعادة مواطنيها المقيمين في المخيم على الرغم من النداءات التي وجهتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر، وهذا يعني بالضرورة إن "مخيم الهول"، سيبقى كارثة إنسانية، ومشكلة أمنية يجب أن تحل.
الوضع المعاشي داخل المعتقل الذي يبدو أنه يتجه نحو التوسع ليصبح وطناً بديلاً، لمن لم تقبل دولهم بعودتهم إليها، هو العامل الأساس الذي يدفع بالأجانب نحو محاولة الفرار على الرغم من إن "الآسايش"، تقوم بإطلاق النار بشكل مباشر على كل من يقترب من أسوار المخيم، وزاد الطين بلة بالنسبة للسكان بعد مصادرة أموالهم وأجهزة الهاتف الخليوية، وهذه الممارسات لا تقتصر على من يرتبط بتنظيم "داعش"، وحسب، بل تشمل أيضاً، المدنيين الذين أجبروا على الخروج من قرى ريف دير الزور الجنوبي الشرقي قبل أن تسيطر "قسد"، على آخر معاقل "داعش" في قرية "باغوز فوقاني"، على الضفة الشرقية للفرات.
لا يمكن اعتبار الإبقاء على مخيم الهول بهذا الشكل حلاً جذرياً لمشكلة وجود تنظيم "داعش"، وعلى الأمم المتحدة التحرك نحو جعله منطقة تخضع لإشرافها المباشر صحياً، ونفسياً، على أن يقتصر دور "قسد"، على حراسته من الخارج دون التدخل في شؤون المخيم على مستوى الإدارة والأوضاع المعاشية، فقادة هذه الميليشيا يقومون باستغلال سكان المخيم بكل ما تعنيه الكلمة، ووصل الأمر حد تسجيل ٦ حالات اغتصاب لفتيات يحملن جنسيات مختلفة، من قبل عناصر "قسد".
المصدر: خاص
شارك المقال: