"سكبة رمضان".. طقس رمضاني تراثي يحاول الصمود
نورس علي
تستيقظ ربة المنزل "إيمان نعمان" كل يوم لإعداد وجبة السحور لعائلتها على وقع صوت ضرب "الطبلة الصغيرة" و"المسحراتي"، الذي يجوب حارات حي "بانياس" الجنوبي القريبة من مكان سكنها، مسترجعة ذكريات تراثية رمضانية حدثتها أمها عنها يوماً.
مع دخول "العولمة" وعصر التقانات الحديثة واستخدامها في مختلف مجالات الحياة والتي أدت إلى اندثار الكثير من الطقوس الرمضانية التراثية، ما تزال هناك بعض الشخصيات والأصوات التراثية تواظب على دعم استمرارها بشتى الوسائل، فالمسحراتي هذه الشخصية التراثية كما تقول ربة المنزل "إيمان نعمان" لجريدتنا ما يزال يقرع طبلته في الساعة الثانية بعد منتصف الليل ويردد كلماته "قوم يا نايم ووحد الدايم، قوم على سحورك إجا رمضان يزورك"، فتهرع من فراشها لإعداد وجبة السحور لها ولزوجها، هذه الوجبة التي تقي الجسد في ساعات الصيام من الوهن والضعف، وهنا قالت: «في كل يوم استيقظ على وقع صوت المسحراتي وطبلته الرنانة التي أسمعهما من مسافة تزيد عن واحد كيلومتر، فأحضر مشتقات الحليب من الجبن واللبنة وبعض المؤن المنزلية التي أعدها خلال مواسمها، أحضرها وأدعو زوجي لنتناولها سوياً».
وتتابع: «وفيما يخص وجبة الإفطار الرمضاني أحاول دوماً الاستمرار في طقوسه التراثية ومنها سكبة رمضان، حيث وقبل سكب الطعام أجهز وجبة مما أعددته يومياً لجارتنا الصائمة وزوجها، وهي بالمقابل تجهز لنا وجبة مما أعدت، فنتبادل وجباتنا لنجد تنوعاً كبير على مائدة الإفطار، والأهم في هذا صلة الرحم التي نشعر بها من خلال هذه السكبة، والتي تزيد من أواصر المحبة فيما بيننا، على مبدأ الخبز والملح».
أما ربة المنزل "ميسون يونس" فأكدت أن سكبة رمضان طقس من طقوس الصيام، تزيد من الود والمحبة بين الناس، وهنا قالت لجريدتنا: «قد تكتفي ربة المنزل بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة وغلاء مستلزمات المنزل من الخضار والفواكه، بوجبة واحدة أو اثنتين، ولكن مع استمرار طقس سكبة رمضان لدى بعض العائلات المقربة من بعضها البعض نتيجة العشرة، نجد على المائدة تنوع وجبات كبير ينسي الصائم هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة، على مبدأ لسه الدنيا بخير».
في حين أن المتطوعة "رشا علي" خصصت في عملها التطوعي سكبة رمضان للعائلات الفقيرة وذوي الشهداء والجرحى، حيث بادرت إلى طهي وجبة كبيرة من الكبسة لتقديمها لخمسة وعشرين عائلة في حي "القصور" وحي "المروج"، وهي مبادرة تقوم بها كل عام مع بعض الأصدقاء المتطوعين، لتشعرهم بقدوم شهر الصيام وتزيد من العلاقات الحميمية فيما بينهم.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: