Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

لعبة الدولار بين دريد درغام ورامي العطار

لعبة الدولار بين دريد درغام ورامي العطار

بإمكانكم تنزيل لعبة "بابجي" على أجهزتكم "الذكية"، لأن طريقة اللعب بسعر الصرف لا تتناسب مع طريقة لعبكم "الغبية".

سعر صرف الدولار بات لعبة تشبه ألعاب "الأندرويد" يستطيع الجميع اللعب بها، لكن الفرق بين اللعبتين هو أن "بابجي" لعبة لإضاعة الوقت، أما خباثة اللعب بسعر الصرف فهي لإضاعة حقوق الناس بين ارتفاع أو انخفاض، بعد أن أصبحت أخبار سعر الدولار تهم كافة فئات الشعب السوري بسبب ارتباط التغيرات بسعره بالتغيرات في أسعار جميع احتياجاتهم.

طول الوقت ولد الخبرة

على مدار سنوات بات لدى المضاربين "المقنعين" خبرة في كيفية التلاعب دون تلويث الأيدي، رامي العطار هو أحد المتلاعبين علانية عن طريق توجيه السوريين "للعب" في سوق "فوركس" (سوق يتم فيه تداول عملة مقابل عملة أخرى بهدف تحقيق الربح).

بدأ العطار بإعطاء دروس لتعليم الناس كيفية الدخول إلى لعبة هذا السوق، تعلُّم المتابعين أعطاه ثقة افتراضية فبدأ بترويج تنبؤاته واستغلال انقياد طلابه وراء رأيه بأن هذا سيرتفع فاشتروه وذاك سينخفض فاتركوه.

تحكم العطار في لعبته الخبيثة التي صنعها، بدأت بعد أن اكتسب قاعدة شعبية لا بأس بها فبات منشور تنبؤ واحد من "المعلم" يحرك كتلة مالية بالاتجاه الذي يناسبه، وكل ما يحدث للناس من خسائر بعدها لا يمكنهم لومه فهو يتوقع فقط.

سيريا ستوكس.. شماعة وطنية

صفحة "سيريا ستوكس" المدارة من قبل العطار نفسه بات لها شعبية فاقت الآلاف تحدد سعر الصرف الدولار مثلاً صباح كل يوم، على مزاج مديرها الوهمي كأسعاره، عملها على مدار سنوات دون توقف أمن لها الأرضية الكافية لاكتساب المصداقية، لكن المؤسف هو تلاعبها بثقة الناس في عملة بلادهم، فرؤية هذه المنشورات يحبط الآلاف من الموظفين والعمال الذاهبين لإنجاز عملهم بتدني قيمة عملة رواتبهم.

طاب للعطار تأثير "سيريا ستوكس" فتجاوز مرحلة الترويج لارتفاع سعر الدولار، ليبدأ بمرحلة نشر الأخبار الكاذبة، مرة عن اجتماع طارئ لشركات الصرافة مع مصرف سورية المركزي، وأخرى عن حبس المصرف لليرة السورية عن الناس، مما جعل كثير من المتابعين يتساءلون هل أفلس المصرف؟ وغيرهم ينصح بسحب نقودهم من المصرف بأسرع وقت ممكن.

"سيريا ستوك" التي يعرف عنها ارتباطها بأسواق صرافة الشمال السوري، ويتم عبرها المضاربة عن بعد، كانت شماعة التخبط بسعر الدولار على مدار سنوات، لكن اللعبة الجديدة بمنشورها البارحة عن عملها الخيّر بنُصح الناس لتصريف الحوالات عن طريق المصرف المركزي، وردودها في التعليقات عن أنها مع الدولة ومصلحة المواطن.

كل هذا يثير شكوك حول ارتباط "الستوكس" بأشخاص كانوا متنفذين سابقاً ولم يستوعبوا انتهاء عهدهم، لن نقول كمثال أن أول حرف من اسمه الحاكم السابق للمركزي الذي يستغل صلته بموظفي المركزي لمعرفة تفاصيل وأخبار من داخل المصرف المركزي، ولحسن الصدفة (لا تنسوا "سبحان الله") كانت التعليقات على المنشور  ذاته تطالب بعض "الحسابات الفيسبوكية" فيه بعودة الحاكم السابق للمركزي، لكن الغريب أن الناس لم تنس بعد تفضيل درغام لكمشة مضاربين على ملايين من الشعب في تصريحه بأن باستطاعته جعل الدولار بـ200 ل.س لكن من أجل المضاربين لن يفعلها.

حركة المنشور الأخير نتجت عن تراجع حركة المضاربة نتيجة إدراك المتعاملين أن سعر صرف الليرة السورية وصل لأقصى حدوده في التراجع وبالتالي غياب فرص المضاربين بالاستفادة من حملة الترويج الكبيرة هذه، وخاصة أن السوق استوعب الطلب على القطع الأجنبي الموسمي لتمويل استيراد القمح والمشتقات النفطية.

وعملياً نوه  حاكم مصرف سورية المركزي "حازم قرفول" لكل ما سبق بأن الارتفاع بسعر الدولار "متوقع" لسبب إتمام العديد من العقود في نهاية كل العام وخصوصاً أنه يترافق مع فصل الشتاء، فعدا عن القمح هناك عقود نفط إضافية لتغطية الاحتياجات المتزايدة له في فصل الشتاء للتدفئة.

أما عن كل الارتفاع الذي يُروج له فهو لعبة مضاربين اعتقدوا أنها تشبه "البابجي" يشكلون فريق ويدخلون سوياً ليضربوا متى أرادوا.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: