حرمان مدعوم بزيت الزيتون !
حبيب شحادة
لم يَقتصر تقشف الحكومة على بند النفقات الإدارية، وإنّما تعداه لما هو أهم من ذلك، ألا وهو إلغاء مشاركة وفد سوري في اجتماع دولي خاص بلجنة الدهون والزيوت الخاصة بدستور الغذاء، في دولة صديقة "ماليزيا".
ويبدو أنّ الحكومة عَشمت الوفد بالمشاركة، لناحية إنهائه كافة الإجراءات الروتينية المتعلقة بالموافقات دون اعتراضها، لتبقى الخطوة الأخيرة المتعلقة بالحصول على موافقة الإيفاد الخارجي منها، لتأتي فيما بعد وتمنع الوفد من المشاركة تحت حجة ترشيد عمليات الايفاد الخارجي.
وهنا لماذا لم ترشد الحكومة في النفقات منذ اللحظة الأولى وتخبر الوفد بذلك؟
يمكن أنّ الحكومة تهوى سياسة العلاج بالصدمة، والتي تجلت برفض سفر الوفد قبل أسبوع فقط من تاريخ انعقاد المؤتمر، وربّما تدعو لعقد مؤتمر سوري داخلي يناقش قضايا الزيت السوري وأبعاده الاستراتيجية ودوره في تحسين حياة الفلاح السوري.
ثم من قال بأنّ الزيت السوري المُصنف الثالث عالمياً، يحتاج إلى مؤتمرات وندوات في الخارج، خصوصاً في ظل سياسة العقوبات والحصار الاقتصادي، والتي يبدو أنّ الحكومة هذا المرة لا تنوي ولا تريد كسر هذه السياسة، عبر مشاركة وفد سوري رسمي.
لكن من المحتمل جداً عدم قيام الحكومة بدراسة أبعاد قرارها، والذي كان من نتائجه إقصاء الزيت السوري من ضمن قائمة الزيوت المعدة للاستهلاك البشري عالمياً، ربّما يكفيها بقاءه صالح للاستهلاك السوري الداخلي فقط، من منطلق أنّ الشعب السوري تعود على استهلاك كل شيء غير قابل للاستهلاك البشري.
يبدو أنّ الخاسر الوحيد من قرار الحكومة، يبقى مُنتج الزيت، أي الفلاح، التي تدّعي الحكومة ليل نهار دعمه وتشجيعه، وتوفير كل مقومات صموده وبقاءه قادراً على العمل، ولو كانت تعلم الحكومة مدى خسارة الفلاح من قرارها ربّما لما اتخذته، ولما فكرت في التقشف.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: