«مصياف» تغرقُ في سباتٍ من نوعٍ آخر!
ليسَ من الغرابة إن لاحظتَ إهمالاً فيها، بل من الطرافةِ حقاً إن شعرتَ باهتمامٍ! يلازمها لقبُ "المدينة المنسيّة"، فكيف بعد سنواتٍ من الحرب.
أزماتٌ بتسمياتٍ ونكهات مختلفة تتناوبُ على أضراس المواطن السوريّ، ليُصبح المثلُ الشهير يقول: «على كلّ ضرسٍ "أزمة "»!
«سيبقى المواطن يبحثُ في تيهٍ من العتمة لا ينتهي، عن أبسط حقوقه التي تُعتبر من بديهيات العيش»، بهذهِ الكلمات اختصر العمّ "أبو علي" الوضع الخدميّ في مدينة مصياف بريف حماة الجنوبي الغربي، سيّما موضوع توزيع مازوت التدفئة.
بدورها، تصِفُ "نغم" واقع توزيع مخصصات التدفئة بـ "المسخرة"، وتضيف لجريدتنا: «أرفض رفضاً قاطعاً الحصول على بطاقةٍ ذكيّة والدخولَ في مسلسل الانتظار المليء بالذل والقلق».
مواطنون آخرون تحدّثوا لجريدتنا عن واقع التوزيع، حيث قالت "سناء" القاطنة في مساكن المشروع الثالث بالمدينة: «العام الماضي وهذا العام إلى هذه اللحظة لم نشمّ رائحة المازوت في حارتنا»، يوافقها "محمد" القاطن في شارع الوراقة بأنه أيضاً للعام الثاني على التوالي يُقبل الشتاء ونحن في حالة من الخوف والترقّب إن كنا سنحصل على مخصصاتنا أم لا.
في سياقٍ متصل، حصل سكّان "شارع القصور" على حصتهم من المازوت لهذا العام وسطَ علاماتِ استفهامِ حولَ مصير مخصصات الشارع في العام الماضي!.
ولم يتوقف الأمر على ذلك فقط، فالمخصصات و إن وصلت .. تصِلُ متأخرة، هذا ما أكده "حسام" ابن حارة السرايا القديمة وسط المدينة، والتي عانت لأعوام من تأخير في وصول دور المازوت، و ربّما لبلدية مصياف سياسةَ "أن تصِلَ متأخراً خيرٌ من ألاّ تصِل أبداً"!.
مصادرٌ أهليّة أيضاً أكدت لجرديتنا، أنّ عشوائيةَ التوزيع لم تنحصر في المدينة فقط! إنما هي كابوسٌ يلاحقُ مواطني ريف مصياف أيضاً.
مجلسُ مدينة مصياف المحسوبُ في عداد المتوفين، والذي لاتجوزُ عليه سوى "الرحمة"، بناءٌ يقبع في وسط المدينة لكنهُ مهترئ ُالقوى، العجزُ ينخر فيه من بابهِ لمحرابه!.
والذي رفض الحديث في اتصال لجرديتنا معهُ، وتقديم أيّة معلومةٍ أو توضيح عن آلية توزيع المازوت في المنطقة، وهذا مايُثبت أنّه في سباتٍ ليس بالشتوي فقط إنما سباتٌ قائمٌ على مدار العام.
ختاماً، ولفصول الفساد بقيّة، هذا جزءٌ مجتزء من معاناة سوريّ طحنت رحى الحرب حقوقه، حتى بات يشعرُ بـ "النشوة" إن حصل على أحدها مصادفةً!.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: