في المنزل .. 500 ليرة سورية تكلفة فنجان القهوة

 

نور ملحم 

أنشد لها الشعراء وتعلّقت بها قلوب العشاق، فهي عنوان لصباحياتٍ جميلةٍ نقيّة، وباتت المشروب الشعبي الأول حول العالم، إلّا أنّ شجع التجار فرض على الناس الاستغناء عنها واستبدالها بغيرها بعد أن أصبح الفنجان الواحد يكلف الشخص حوالي 500 ليرة سورية وهو جالس في منزله ، وذلك بعدما نقسم سعر كيلو القهوة الذي تجاوز 14 ألف ليرة على 26 يوم وبعد إعفاء المحتسي من 4 أيام شرب .

تعتبر دعوة شرب القهوة، هي الأكثر شيوعاً بين الناس في سوريا، وعادةً ما تُقدّم مرّتين للضيوف: مرّة القهوة العربية المرة للترحيب والثانية القهوة التي عادة ما يصحبها التبصير والفأل لبعث القليل من الأمل وسط ازدحام المشاكل والضغوطات المعيشية.

يقول أبو الفراس بائع قهوة في منطقة البرامكة لـ " جريدتنا"  القهوة السورية تتنوع بحسب المحافظة من حيث كمية الخلط بين ألوانها والبلد المنتج له، بالإضافة لبعض النكهات التي تضاف إليها كالهال والمستكة.

مشيراً انه لم يعد هناك إقبال من قبل بعض المحال التجارية على تداول بن الشامي وخلدون وحسيب ، نظرا لارتفاع أسعارها وقلة مربحها، بالإضافة إلى صعوبة التسويق لها، لافتاً إلى أنّ محلات البيع الصغيرة تُسعر مُنتج البُن الحر غير المُعبأ بحسب أهوائها بالأحوال العاديّة، وأحياناً يكون موازياً لسعر الماركات المعروفة، وتُخفض سعره بعد إضافة وسائل الغش إليه.

تنتشرعادة شرب القهوة بأنواعها وطرق تحضيرها المختلفة بين السوريين منذ مئات السنين إن كان في المنازل أو المقاهي الشعبية وعلى الأرصفة التي تحولت في السنوات الأخيرة إلى ظاهرة، وتحتل سوريا المرتبة الخامسة عربياً باستهلاك القهوة بمعدل 1.6 كيلو غرام سنوياً للفرد في حين تحتل المرتبة المرتبة الرابعة عشر عالمياً باستهلاك القهوة بمعدل 0.7كيلو للفرد ، قياساً لبقية الدول

وارتفعت أسعار البن للضعف متأثرة بسعر الدولار حيث تراوحت الأسعار ما بين 7000ل.س، و15000ل.س، حيث بلغ سعر كيلو بن خلدون 15000ل.س، وبن الشامي 12000ل.س، وبن حسيب 10000ل.س، وبن أبو سمرة 4000 ل.س، وبن الحسامي 4500وأما المحامص الغير معروفة  فقد تراوحت ما بين 5000 و 7500ل.س".

 ويشير طلال القلعجي عضو غرفة صناعة دمشق ورئيس قطاع الصناعات الغذائية في تصريح لـ " جريدتنا" أن أسعار البن تتبع للبورصة العالمية التي تتعرض إلى تغير سعري كل 10 دقائق.

موضحاً، أن أسعار البن تختلف تبعاً لمصدره ونوعه وبلد منشئه، إلا أن البن البرازيلي هو المنتشر بكثرة لأنه الأرخص بينما البن الأغلى هو الكولومبي والكيني ففي الأسواق المحلية بلغت أسعار كيلو البن البرازيلي ما بين 3500و5000 ليرة.

وبحسب القلعجي، فأن عدد المستوردين خلال فترة الحرب لا يبلغ 35 مستورداً نتيجة الصعوبات التي تعترضهم والتي تتمثل في الحصار الاقتصادي حيث أصبحت الدول الموردة ترفض تثبيت البضائع للتاجر السوري إلا بعد تسديد كامل ثمنها وهو ما أثر بشكل كبير في تجارتنا خاصة في ظل ارتفاع سعر الصرف.

غياب الجهة الرسمية المسؤولة عن تقييم وضبط جودة مادّة البن وضياعها بين الصناعة والتجارة، تُعدّ من أهم الأسباب التي تُتيح للمُصنّع التلاعب بالمادّة ورفع سعرها دون سابق إنذار .

 

المصدر: خاص

بواسطة :