Sunday November 24, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

ظهور "البغدادي" بتوقيت أمريكي !

ظهور "البغدادي" بتوقيت أمريكي !

محمد نادر العمري

ربما لأهداف تتعلق بتحسين التموضع الداخلي الأمريكي أو التمهيد للانتخابات الرئاسية القادمة، أو بهدف تحقيق أهداف جيوسياسية وبعد خمس سنوات من إعلان تأسيس ماسمي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو ما بات يعرف في ما بعد باسم "داعش"، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، انهزامها نهائياً، وأن قوات بلاده بالتعاون مع ما بات يعرف بقوات سوريا الديمقراطية "قسد" التي يشكل الكرد 32 بالمئة فقط منها دمرت "داعش" بشكلٍ نهائي. 

وهذا يدعونا لطرح تساؤل في توقيت سياسي مهم... هل فعلاً هزمت داعش؟ 

ظهور زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي إعلامياً للمرة الثانية لمدة تتجاوز 15 دقيقة  بعد الأولى التي تضمنت إعلان دولة خلافته المزعوم، وبعد إعلان واشنطن القضاء على داعش نهائيا"، تحمل أكثر من بعد:

أولاً: الولايات المتحدة الأمريكية توظف الإرهاب إما لتبرير تدخلها في الشؤون الداخلية للدول أو كذريعة لإبقاء قوات احتلالها في الدول كما في سوريا والعراق.

ثانياً: طمأنة قادة تنظيمه وعناصره وخلاياه النائمة بأنه حي، وأنه مازال يقود تنظيم "داعش" وتلوين لحيته غرضها إظهار أنه يمارس حياته الطبيعية.

ثالثاً: رسالة تعبوية جديدة تتضمن جذب عناصر جديدة وتجنيدهم ضمن التنظيم وهذا برز بتغير الإيديولوجية عندما رفع شعار استهداف من سماهم "أمة الصليب".

رابعاً: تغير نمط التطرف الذي ينتهجه داعش عبر انتهاج حرب العصابات بما يحقق استهدافات حيوية كبرى كما في سيرلانكا، تكون تداعياتها عالمية وتخلق حالة فزع، ونشر مثل هذه الأعمال على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أهداف متعددة، فواشنطن التي انكفأت قوتها العسكرية تلجأ لتوظيف الإرهاب لاستهداف المشاريع الجيوسياسية لخصومها من الصين وروسيا والدول الصاعدة في العمق الآسيوي وأفريقيا وحتى في فنزويلا.

أي أن ظهور البغدادي جاء بتوقيت أمريكي لرسم معالم الأعمال الإرهابية القادمة باتجاه آسيا الوسطى لاستهداف الصين وخط حريرها وتهديد الحدود الإيرانية وكذلك أفريقيا التي تشهد توترات تمكينية للإرهاب وهذا التوصيف منذ 2018 أطلقته مراكز الدراسات الأمريكية على ليبيا التي وصفت بأرض التمكين للخلافة.

خامساً: حث أنصاره على تكثيف الجهود في استهداف "الصليبين" يعني إشارة لوجود خلايا نائمة متوزعة في أكثر من دولة وخاصة في أوروبا لاستهداف هذه الدول أو مصالحها في الدول الأخرى.

سادساً: ورود ماسمي بولاية تركيا، وهي المرة الأولى التي تأتي في أدبيات داعش وهذا قد يحمل تهديداً أمنياً أمريكياً لتركيا نتيجة تقربها مع روسيا وإيران ويمهد لقيام داعش بعمليات إرهابية داخل تركيا لتأزيم وضع أردوغان والضغط عليه.

سابعاً : قول أبي بكر البغدادي "يا أسود الجهاد شدوا الرحال لأرض الشام والفرات" له شقان، الأول عدم ترك الساحة للنصرة والثاني لتبرير بقاء قوات الاحتلال الأمريكي في سوريا وتوسع قواعدها في العراق وماشهدته الأخيرة في الأيام القليلة الماضية من أعمال إرهابية يؤكد ذلك.

إشارة الأمين العام لحزب الله في خطابه الأخير إلى معلومات عن قيام داعش بعمليات أمنية والتعاون المشترك السوري العراقي لتطهير الحدود المتلاصقة مؤشران للتصدي للتكتيك الأمريكي الهادف مجدداً للاعتماد على الإرهاب لاستنزاف محور المقاومة، فهل تلجأ واشنطن إلى تطوير جيل جديد من هذا الإرهاب.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: