"روبن هود" سوري يسرق الفقراء
محمد عيسى محمد
سمعنا في طفولتنا عن قصص وبطولات "روبن هود"، والتي تعكس الأفكار والعادات والتقاليد السائدة في إنكلترا خلال القرون الوسطى، حيث كان المجتمع الإنكليزي آنذاك يضم فئة قليلة من الأسياد والأثرياء وفئة كبيرة من الفقراء، وكل فئة من هذه الفئات لها قيم وعادات خاصة بها.
وكان "روبن هود" فارسا شجاعا، وطائشا خارجا عن القانون، ويتمتع ببراعة مذهلة في رشق ورمي السهام.
عاش روبن مع أنصاره في غابات شيروود بالقرب من مدينة نوتينغهام الإنكليزية، حيث اشتهر بمساعدة المحتاجين ومناصرة المظلومين، وسلب وسرقة الأغنياء من أجل إطعام الفقراء.
وبعد قرون من الزمن، ظهر مجددا "روبن هود" في سوريا، وهي أيضا شخصية خفية وخارجة عن القانون.
واشتهر روبن هود السوري بأعماله الخيرية ولكن هذه المرة لأجل الأغنياء و "المدعومين" على جميع الأصعدة، حيث يقوم بانتزاع أوراق هنا وصفقات هناك كان من الممكن أن تكون من حصص الفقراء ويعطيها كامتياز إضافي للأغنياء والتجار والمشاهير.
بالأمس ظهر المغني الشعبي "حسام جنيد" في بث مباشر عبر صفحته الشخصية على فيسبوك من داخل مطار دمشق الدولي، لينفي خبر هروبه إلى الإمارات بعد دعوته للخدمة الاحتياطية.
نحن لسنا بصدد تكذيب خبر هروب جنيد أو تصديقه، ولكن لِمَ يتخلف جنيد وأمثاله من المشاهير عن دعوات الاحتياط لخدمة الوطن، في الوقت الذي يدعا إليها جميع أفراد أي عائلة أخرى ممن هم أصغر سنا من جنيد وأكبر منه؟ ولماذا لم نر حتى الآن لا مطرب ولا ممثل ولا حتى ابن وزير أو سفير يتطوع ضمن صفوف الجيش السوري، بعد أكثر من 8 سنوات على بداية الأزمة؟
خدمة العلم والوطن هي واجب مقدس تعتمد على ضمير كل فرد، وليس على الطرق الالتوائية في التحايل على القانون والتهرب من المسؤولية.
الشيء المثير للدهشة هو ما حدث صباح اليوم بينما كنت أستعد للخروج من المنزل إلى العمل، فعندما فتحت الباب صدمت بسهم مر بجانب رأسي وكاد أن يصيب مني مقتلا، حاولت أن أبحث عن الرامي فلم أجده، نظرت إلى السهم الذي تثبت على الباب الخشبي وإذ برسالة ورقية في رأسه، وبسرعة فتحت الرسالة فوجدت بها نصا مكتوبا باللغة العامية وهو : "عم يطول لسانك، لازم تعرف أنو كل واحد بموقعو عم يدافع عن البلد، سواء وهو يرقص أو يغني عم يسكر بالملاهي... التوقيع روبن هود السوري"، فوضعت الرسالة في جيبي وقررت أن أشذب لساني من الآن فصاعداً.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: