قرى طرطوس.. "عطشة" رغم المشاريع المائية

فخور طه
تعاني قرى عديدة في "ريف طرطوس" من شح في مياه الشرب منذ سنوات، وعلى الرغم من توفر الأنهار والينابيع في عدد من هذه المناطق، إلا أنّ السنوات الماضية الفقيرة بمياه الأمطار زادت من حجم المشكلة بالإضافة إلى تلوّث بعض الأنهار والينابيع بمياه الصرف الصحي الناتجة عن الجور الصحية في مناطق مختلفة بريف طرطوس وخروج العديد من محطات معالجة المياه عن الخدمة، لكن الأمطار الغزيرة هذا العام كانت أمل كبير لحل مشكلة مياه الشرب في المحافظة.
وكانت المؤسسة العامة لمياه الشرب الصحي قد وعدت بتحسين الواقع المائي وتوفير مياه الشرب مع بداية الصيف لقرى "الدريكيش" و"الشيخ بدر" بعد تنفيذ مشروع مياه "كفر طلش" بتكلفة 113 مليون ليرة، والأن بعد انتهاء الشهر الأول من الصيف مازال واقع المياه على حاله في القرى المذكورة، وتقول "آمنة عيسى" من قرية "كفر طلش" في تصريح لجريدتنا: «بدايةً خلال الأيام الأولى من تنفيذ المشروع تواصل مجيء مياه الشرب إلى المنازل بشكل يومي، لكن الآن عاد الوضع كالسابق لتأتي المياه كل خمسة أيام أو أسبوع مرة دون وجود توقيت معين، ولماذا لا يقومون باستغلال وجود نبع مياه في القرية وإيصالها إلى المنازل بدلاً من تركها تغل في الأراضي».
ولا تختلف قرى "الشيخ بدر" عن قرى "الدريكيش" و"القدموس" في وضع المياه، وتشكو "زينة محمد" من قرية "معتي" في ريف "الشيخ بدر" حال المياه خلال فصل الصيف، وتقول: «تعودنا على قلة المياه ورغم موسم الأمطار الغزير هذا العام وفيضان السدود، لا تزال مياه الشرب تأتي إلى المنازل كل عشرة أيام فقط مما يسبب تعباً على الأسرة في أمورها اليومية، ويعتمد العديد من الأسر على أكثر من خزّان للمياه للاستخدام خلال أسبوع كون الحاجة إليها في الصيف أكثر من الشتاء».
وتقوم المؤسسة العامة لمياه الشرب في "محافظة طرطوس" بإنجاز عدد من المشاريع المائية في الأرياف لتلبية حاجة المواطنين من المياه حسب تصريح المدير العام للمؤسسة المهندس "نزار جبور" وآخرها كان مشروع تحديث خط الجر الأول إلى "القدموس"، الذي أمن غزارة إضافية بمقدار 170 متراً مكعباً، ويقول "فوزي علي" من قرية "الجماسة" التابعة لمنطقة "القدموس": «وضع المياه أصبح أفضل مؤخراً وأصبحنا قادرين على استخدامها بشكل يومي بعد أن كانت تأتي كل أسبوع مرة خلال السنوات السابقة».
ومن المشاريع المائية الأخرى أوضح المهندس "جبور" في تصريح صحفي أن عدداً من المشاريع تم استثمارها ووضعها بالخدمة في النصف الأول من هذا العام منها إضافة إلى "مشروع القدموس" هنالك مشروع ربط محطات الدلبة الأولى والثالثة والخامسة في منطقة الدريكيش بقيمة 325 مليون ليرة وتأمين التغذية الكهربائية لها، كما تم استثمار بئر جديد بغزارة 80 متراً مكعباً بالساعة في قطاع "صافيتا" الغربي إنجازه وصيانته بالاعتماد على المواد المتوفرة في المؤسسة بتكلفة 16 مليون ليرة إضافة إلى مشروع حفر وإكساء عدد من الآبار الممولة من خطة الوزارة في مناطق "أوبين" و"قلع اليازدية" في ريف "طرطوس" و"الحورا" في "الصفصافة" و"السويدة" في "صافيتا".
وأشار "جبور" إلى وجود مجموعة مشاريع قيد التنفيذ وهي مشروع "بيت القليح" في منطقة "الشيخ بدر" بغزارة 61 متراً مكعباً في الساعة وتكلفة تقارب 27 مليون ليرة لدعم قرى "بيت القليح" و"درتي" و"القصيبية" إضافة إلى مشروع بيلة لدعم قرى "بيلة" و"الجمة" و"بيت الجردي" وبتكلفة تقارب 55 مليون ليرة وغزارة 35 متراً مكعباً بالساعة، وسيتم تنفيذ مشروع مغارة الضوايات في منطقة مشتى الحلو، حيث تم توريد كافة التجهيزات اللازمة لها بكلفة 100 مليون ليرة موضحاً أنه خلال الشهرين القادمين سيوضع بالخدمة وسيؤمن مع بئر القشعات المياه لمشتى الحلو والكفارين بشكل يومي.
وبخصوص واقع المياه في ريف طرطوس خلال فصل الصيف أكد جبور أن المؤسسة تسعى لتحسين الواقع المائي خصوصاً في فصل الصيف بسبب انخفاض غزارة الآبار حيث تعمل على تحسين عامل الاستثمار للمشاريع القائمة عبر تدعيم المصدر المائي أو استبدال المضخات أو خطوط الجر بحسب طبيعة كل منطقة مشيراً إلى أن هناك مناطق عديدة شهدت تحسناً كبيراً وأصبحت المياه تصلها بشكل يومي بعد أن كانت تصل كل خمسة أيام حسب تعبيره.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: