Wednesday November 27, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

هل هُزم تنظيم "داعش" ؟

هل هُزم تنظيم "داعش" ؟

فراس الهكار

من المبكر الحديث عن القضاء على تنظيم "داعش"، رغم أن "الولايات المتحدة" تريد أن تُظهر للرأي العام أنها حققت انتصاراً على التنظيم، وأنجزت المهمة التي جاءت من أجلها إلى "سوريا"، إلا أن أي حديث عن القضاء على التنظيم نهائياً ليس سوى كذب وافتراء. 

فالتنظيم قائم على الأيديولوجيا بالدرجة الأولى، تلك الأفكار الجهادية التي نشرها دعاة التنظيم مستغلين الظلم والفساد وعدم المساواة وغياب العدل، لاقت استحسان كثيرين، وتمكن الدعاة من التأثير بآلاف البشر في المناطق التي سيطروا عليها، وحولوهم لاحقاً إلى جنود للـ"الخلافة"، ليدافعوا عن كيانهم ووجودهم وينتقمون للظلم الذي لحق بهم من الأنظمة الرسمية في بلدانهم، وما زال الآلاف ممن آمنوا بأفكار التنظيم يتطلعون لعودته يوماً ما، وسينشط هؤلاء في خلايا نائمة تقوم بعمليات فردية حين تسنح لهم الفرصة. 

شاهدنا الكثير من الجهاديين المستسلمين، وخاصة الأجانب منهم، وهم يتحدثون عن الدولة الإسلامية التي يؤمنون بها ويسعون لبنائها، وتركوا بلدانهم وجاؤوا إلى مناطق سيطرتها في سوريا لهذه الغاية، ولولا إيمانهم الراسخ بعقيدتها الجهادية وفكرها لم يستمروا بالقتال حتى آخر رصاصة، وهم في خضم المعركة يتزوجون وينجبون، ويطالبون الآن بإعادتهم إلى بلدانهم التي غادروها بمحض إرادتهم رغم كل وسائل العيش الرغيد المتاحة لهم، ليكونوا قنابل موقوتة ستنفجر في أي لحظة. 

إن القضاء على التنظيم لا قيمة له إن اقتصر على العمل العسكري، فالنتائج ستكون عكسية وتزيد حقد حاملي فكره على كل من حاربهم، الأمر يحتاج إلى جهود حقيقية وجبارة للتعامل مع من بقي حياً من هؤلاء، حتى السجن ليس حلاً لأنهم سينقلون أفكارهم إلى آخرين، وإعادة تأهيلهم شبه مستحيلة، بعد كل الذي تعرضوا له وعايشوه. لذا فمهمة إعادتهم إلى حياتهم الطبيعية صعبة إن لم تكن مستحيلة. 

ناهيك عن أن الغاية الأساسية من التدخل الأمريكي كانت إنشاء قواعد عسكرية في سوريا، وعقد تحالفات مع جزء من أبناء المنطقة تشرعن الوجود الأمريكي المُقنع بـ"قسد".

وتدمير المدن والبنى التحتية وتجويع أهلها وتهجيرهم واستقطابهم لاحقاً عبر المعونات الغذائية والمالية، وإظهار الولايات المتحدة بمظهر المدافع عن حرية الشعوب.

وكل ما ستفعله الولايات المتحدة ومعها الدول الداعمة للتنظيم بشكل مباشر أو غير مباشر، محاولة تأهيل التنظيم مجدداً وتحضير عناصره لإطلاقهم لاحقاً في مناطق تسعى للتدخل فيها عسكرياً، "ليبيا" على سبيل المثال، وربما "إيران" لتكرار ذات السيناريو. 

لذا يمكن الحديث عن انتهاء الدور المنوط بالتنظيم في سوريا فقط، وليس القضاء عليه، فهو على الأغلب سيلجأ إلى العمليات الفردية عبر خلاياه وهي كثيرة كما أسلفت، ريثما تأتيه فرصة ومهمة جديدة يقوم بها وهو يتوهم أنه يعيد بناء أمجاد دولة الإسلام، وليس من المستبعد أن يظهر باسم جديد وقيادات جديدة. وهي استراتيجية كان يتبعها التنظيم مع أغلب قياديه، ينقلهم من منطقة إلى أخرى ويظهرون بأسماء وأدوار جديدة.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: