ويصبح الموظف رسولاً!
حبيب شحادة
ربما لم يَعد أمام من يصنع الكوادر الإدارية -التي من المفترض أن تقود عربة الإدارة السورية- إلا الاستعانة بالتيار الديني بعدما ملَّ من إهمال المسؤول المباشر عنها. ألا وهو الحكومة.
في سابقة من نوعها تعتبر الأولى، زار أمس مفتي سوريا د. أحمد حسون المعهد الوطني للإدارة العامة تلبية لدعوة من عميده د. أسامة الفراج، ليحاضر أمام كوادره حول "القيم والأخلاق في الأزمات"، بعدما انهارت القيم المجتمعية السورية على كافة الأصعدة ومنها الصعيد الوظيفي.
«نصنع اليوم كوادر الغد» وهو شعار المعهد الوطني للإدارة العامة (إينا) أصبح اليوم بحاجة لمحاضرات بالأخلاق، حيث أكد المفتي حسون «أنّ الإدارة ليست وظيفة وإنما رسالة، وأنّ الموظف بلا رسالة لا يُبدع أبداً». بل أكثر من ذلك أضاف قائلاً: «بأنّ رسالة الموظف كرسالات السماء التي حملها رسل الله جميعاً»،
وهنا أعتقد أنّ المفتي حسون لو كان يعلم ماذا يحدث في الإدارات السورية، وماذا يفعل أغلب الموظفين، لما شبههم بالرسل نهائياً، فبفعلته هذه رُبما أساء إلى الرُسل.
بدوره عميد المعهد الوطني للإدارة تحدث عن القيم وأهميتها في صقل شخصية الإنسان، ويبدو أنّه كان الأجدر بعميد المعهد العمل على منحى آخر لتعديل وضع كوادر الغد، وجعلهم فعلاً رافعة تكنوقراطية للسير قدماً في إصلاح الإدارة المهترئة من كثرة الترقيع والتطفيش لنخبتها الكفء.
ويبدو أنّ الإدارة السورية أصبحت تحتاج إلى خطب شبيهة بخطب الجمعة كي تسير العربة الإصلاحية بدعوات التيار الديني، بعدما تعرقلت في المسير بفعل التيار المهني والأكاديمي.
أخيراً هل أصبحنا بحاجة إلى محاضرات وخطب من رجال الدين لتستقيم الإدارة السورية على السراط الإداري المستقيم؟ وهل تفرز زيارة المفتي إدارة خلقية سليمة تُسرع عجلة الإصلاح. ربما.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: