جامعة "دمشق" و"الفيس بوك".. قصص من الخيال !
حبيب شحادة
ربُّما تفرغت "جامعة دمشق" بعد الانتهاء من العملية الامتحانية، وعمليات التصحيح، إلى شيء أخر لا علاقة لها به، ولا ينظمه قانون تنظيم الجامعات، رقم (6) لعام 2006، حيث لا يوجد أي قرار أو بلاغ يمنع الطلاب من إنشاء صفحات "فيس"، والتعبير عبرها عن أراءهم ومواقفهم حيال ما يحدث حولهم من مُجريات.
"جامعة دمشق"، التي تُعد من أعرق الجامعات وأقدمها، بدلاً من اهتمامها بِنوعية التعليم، وتحديثها لمواده وبنيته، وضح دماء جديدة عبر شرايينه، تقوم بمراقبة ما يكتب البعض من طلابها على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ليس بِعيب لو كان الهدف منه دراسة الرأي العام حول ما يتعلق بهموم الطلاب ومشكلاتهم.
لكن هدف جامعة دمشق كان معاكساً تماماً لمهمة دراسة الرأي العام، وتجاوزه إلى ما هو أهم بنظر القيّمين عليها، لجهة فصل طالبة اقتصاد لمدة شهر، نتيجة كتابتها منشور فيسبوكي تنتقد به الجامعة، وتُسيء لها حسب تعبير جامعة دمشق، التي قامت أيضاً بتوجيه انذار لطالبة أخرى وضعت لايك على المنشور، لكم أن تتخيلوا فداحة الأمر.
يبدو أنّ جامعة دمشق مُمثلة بنائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية، لم يقرؤوا الدستور السوري الذي أتاح حرية التعبير والانتقاد، وكذلك النظام الداخلي للحزب الحاكم، الذي من إحدى مبادئه النقد البناء.
يمكن أنّ الكتابة على الفيس بقصد النقد، لم تَعد تقتصر تداعياته على البعض من الصحفيين، وإنّما تطور الأمر إلى الطلاب الجامعيين، مع فارق أنّ الصحفي يتعرض للمساءلة، والطالب يُفصل ويُنذر، بجرم بوست فيسبوكي، فيا له من أمر مُضحك ومُبكي في نفس الوقت.
ثم هل يُعقل لبوست فيسبوكي أن يُسيء لجامعة دمشق وعراقتها، في حين خروجها من دائرة التصنيف العالمي للجامعات، أمر لا يُسيء لها، ولا يجعل القائمين عليها يعتذرون لطلابها ولعراقتها، عما حل بها من تراجع نتيجة تقصيرهم، ناهيك عن حالات الفساد التي تظهر بين الحين والأخر، والتي لا تستدعي القيام بأي فعل سوى الصمت، على أنّ منشور فيسبوكي يستدعي ما قامت به الجامعة، والذي أقل ما يقال عنه بأنّه أمر مُخجل ومُحطم للآمال بحدوث أي تغيير في العقلية القائمة، طالما أنّ المنظومة العلمية والتعليمة تسير وفق هذا المنهج.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: