كيف حشر "بوتين" "أبو بلال" في خانة "اليك" السورية ؟
جوني دوران
المتابع لمجريات الأحداث في الشمال السوري والتصريحات التركية المرافقة لها يدرك جيداً بأن "أبو بلال" بدأ عملية "تكويع" سياسي تجاه "دمشق"، إلا أن الأمور التي يتم الاتفاق عليها "تحت الطاولة" غالباً ما تكون مختلفة تماماً عن ما يصدر في العلن، وخاصة في وسائل الإعلام الذي احترف "رجب طيب أردوغان" اللعب عليها من خلال قضية الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
في المقابل، واصل الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عملية حشر نظيره التركي في "خانة اليك" السياسي عبر تفاهمات ومباحثات حول الأوضاع في سوريا، فموسكو تدرك جيداً من تسلسل الأحداث في الأراضي السورية منذ دخولها إلى هذا البلد، بأن "أردوغان" يتفنن كـ"البهلوان" باللعب على "الحبلين" بينها وبين "واشنطن"، وهو ما دفعها إلى إيجاد حل يجبر فيه "أبو بلال" على عدم "التراجع" بالنسبة لها وعدم "الاستسلام" العنلي بالنسبة له.
"موسكو" وجدت ضالتها في "اللجنة الدستورية السورية"، المنبثقة عن اجتماع "سوتشي" الذي أقيم سابقاً برعاية "روسية" ومباركة تركية، بالإضافة إلى الاتفاق الثنائي بين "بوتين" و"أردوغان" حول "إدلب"، كورقة ضغط "تطرنب" فيها "أنقرة" من خلال حديثها عن الحل السياسي في البلاد الذي يضمن وحدة الأراضي السورية، وللأخيرة معنى هام بالنسبة لـ"أردوغان" خاصة فيما يتعلق بـ"الورقة الكردية"، في المقابل غضت "روسيا" النظر في بعض الأحيان عن العمليات التركية التي كانت تجري في الشمال السوري ضد القوات الكردية التي بدأت تتمدد على الحدود معها بعد "شد ضهرها" بالتحالف الأمريكي.
"أردوغان" أو "أبو بلال"، ملك التسريبات (قضية خاشقجي واستثمارها سياسياً أكبر دليل)، عاد إلى لعبته المفضلة (اللعب على الحبلين)، وتحدث أن بلاده تتواصل على مستوى منخفض مع "الحكومة السورية"، رغم دعمها لمسلحي "المعارضة"، مضيفاً أن أجهزة المخابرات تعمل بصورة مختلفة عن القادة السياسيين، يأتي ذلك بعد سلسلة تصريحات رأى فيها بعض المراقبين بمثابة "غزل" تركي لإرسال إشارات سياسية تجاه "موسكو"، و"إغاظة" "واشنطن" التي تدعم "العدو" التاريخي لـ"أنقرة".
وفي ذات السياق، يعود اليوم الحديث عن "اللجنة الدستورية السورية" بدفع روسي والتصريحات الأخيرة تشير إلى حل العقدة المتمثلة بها، وهو الأمر الذي أزعج الدول الغربية على اعتبار أنه لا يفسح المجال لها لـ"لعب دور" هام في سوريا وتقاسم "كعكة" الإعمار فيها، ما دفعها إلى تصعيد مواقفها ضد "دمشق" وفرض عقوبات عليها، وما "زاد الطين بلة" الاندفاع العربي تجاه "الحكومة السورية" فسعت إلى "كبح جماهم" و"فرملة" هذا التوجه.
إذاً، يبدو أن "أردوغان" بدأ بـ"حلحلة" مواقفه المتشددة تجاه "دمشق"، وممارسة هوايته المفضلة بالقفز من "ضفة" إلى أخرى، على اعتبار أن الأخيرة تحولت إلى "بيضة القبان" في الصراع الخليجي، ولعل قادم الأيام ستكشف لنا المزيد عن المواقف "المفاجئة".
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: