Sunday April 20, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

الـ"ببجي" تغزو اللاذقية !

الـ"ببجي" تغزو اللاذقية !

رماح زوان

ثماني ساعات كاملة يقضيها 22 شاباً يومياً في اللعبة الشهيرة "ببجي" وأخرى تدعى "فورت نايت" في إحدى الصالات المختصة بألعاب الانترنت في حي الزراعة المجاور لـ"جامعة تشرين" في "اللاذقية".

وحسب أحد موظفي الصالة خلال حديثه مع جريدتنا، قال «إن لعبة (ببجي) لا تقتصر على شريحة عمرية محددة، فالذين يلعبونها ليلاً من الساعة 12 ليلاً وحتى الثامنة صباحاً تتراوح أعمارهم بين 20-25 عاماً أغلبهم ممن يستطيعون السهر خارج المنزل، في حين يعمد طلاب المدارس الهاربين من دروسهم إلى حجز الصالة خلال الفترة الصباحية». 

ويضيف الشاب «صالتنا تعد من أكبر الصالات من حيث عدد الكومبيوترات الموجودة وسرعة الانترنت العالية، لذلك فالأمر مربح جداً من الناحية المادية، فهناك دائماً من يستخدم الأجهزة للعب "ببجي"».

أما طبيب الأسنان أحمد (29 عاما) يعمل في عيادته الخاصة حوالي عشر ساعات يومياً، لكنها لا تمنعه من لعبة "ببجي"، حيث يخصص حوالي دقيقتي الاستراحة بين خروج مريض ودخول آخر في اللعب، يقول أحمد «أعلم أنّ الأمر بات إدمانا حقيقياً، لكن اللعبة مشوقة جداً ولا أستطيع التخلي عنها».

ريم (31 عاماً) هي الأخرى تدمن "ببجي"، تحاول مراراً تغيير الروتين الذي فرضته اللعبة إلا أنها لم تستطع، حيث تنام يومياً عند الثامنة صباحاً وتستيقظ مساءاً، تتناول ريم وجبة واحدة وتنتقل إلى عالمها الافتراضي لتمارس لعبتها حتى الصباح وهكذا، تقول ريم: «لو يعود بي الأمر لقررت عدم تحميلها واللعب بها»، كما أنّها اضطرت مؤخراً لزيارة طبيب عيون، حيث قرر الأخير وصف نظارة طبية لعينيها ناصحاً بالتوقف عن اللعب لساعات طويلة.

وتعد لعبة "ببجي" حالياً من أشهر اللعب القتالية بالأسلحة، وتبدأ بمئة لاعب في طائرة حربية تحلّق فوق جزيرة كبيرة، يمكن للاعب أن يختار مكان قفزه من الطائرة، بعد ذلك عليه جمع الأسلحة والإضافات الأخرى الموجودة في هذه الجزيرة لتساعده على النجاة، وكل اللاعبين المئة سيكونون صيادين وقتلة أو ضحايا في اللعبة، وعليك كلاعب أن تكون الشخص الأخير الحي على الجزيرة بعد قتل جميع المحاربين.

المحفّز على القتال في هذه اللعبة والنقطة التي ستجعل اللاعبين يتحركون باستمرار بدلاً من الجلوس وانتظار نهاية القتال هو أن منطقة اللعب تتقلص بشكل مستمر، وكل اللاعبين الموجودين خارج المنطقة هذه سينتهي بهم الأمر بالموت والخسارة، بينما يبقى من داخل المنطقة في المعركة إلى أن يخرج منتصر أخير.

وصنعت اللعبة من قبل شركة كورية لـ"مايكروسوفت ويندوز" في آذار-2017م، ومنذ ذلك الحين بيع أكثر من 15 مليون نسخة، وعدد اللاعبين تجاوز مليوني لاعب، وأصبحت من أكثر الألعاب رواجاً وشهرةً، والتي انتشرت في الآونة الأخيرة بشكل كبير، وصارت في مقدمة التطبيقات التي يجري تحميلها في أكثر من 100 دولة في العالم.

وتعتمد اللعبة على مبدأ يفيد بأن أسلوب العنف هو أفضل طريقة للدفاع عن النفس، وأن العنف هو الوسيلة المنشودة للوصول إلى الهدف، مع إلغاء مبادئ كثيرة كالتفاهم واللين والود والحوار من المفاهيم التي يتم ترسيخها لدى الشباب، وهم الفئة الأكثر استخداماً لها، الأمر الذي جعل الكثير من الحكومات تحذر منها، خاصة بعد حادثة قتل مراهق مصري (16 عاما) لمعلمته في مدينة الاسكندرية بعد إدمانه اللعبة، ما جعله يتوهم أنّه داخل اللعبة فطعن المعلمة بالسكين حتى وفاتها.

يقول أحد مدمني اللعبة في حديثه مع جريدتنا «عشنا في سوريا أصعب أنواع الحروب ورأينا كيف تمطر السماء قذائف، ولن تؤثر لعبة الكترونية علينا"، في حين يرى مدمن سابق يعتبر نفسه تعافى من مرض خطير بعد تركه اللعبة بأنها فعلاً تسبب شعوراً بالعدوانية والعنف تجاه المجتمع».

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: