Friday April 19, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

بسام كوسا: نقابة الفنانين كوّة جباية ومؤسسة السينما مزرعة شخصية وشيخ المنتجين أمّي

بسام كوسا: نقابة الفنانين كوّة جباية ومؤسسة السينما مزرعة شخصية وشيخ المنتجين أمّي

بديع صنيج

 

لدى الفنان "بسام كوسا" الجرأة على قول ما لا يقوله غيره، وأن يرفع صوته في وجه الخطأ والمُخطئين، فما زالت لديه القناعة بأن «الرأي قبل شجاعة الشجعان»، وهذا القول يُلخِّص ما تحدَّث عنه في فقرة «عندك الجرأة» ضمن برنامج "مع الكبار" الذي يقدمه الزميل يامن ديب على أثير إذاعة صوت الشباب، حيث أوضح "كوسا" أنه لا خلاف له مع نقابة الفنانين وإنما مع من يدير النقابة، مُبرِّراً ذلك بالقول: «لن أغالي إن قلت أن عدداً كبيراً من الفنانين أداروا ظهرهم لنقابة الفنانين منذ سنوات، لأن من يعملون فيها الآن يشعرون أنهم الأشرف والأنبل والأكثر وطنية، مع أننا نعرفهم ونعرف تاريخهم بالتفاصيل المملة»، واصفاً الموضوع بأنه بات مضحكاً، لاسيما بعد أن تحولت النقابة إلى مؤسسة جباية، وانحصر اهتمامها بهل سيدفع أعضاؤها رسومهم الشهرية أم لا؟ أمّا ماذا ستقدم لهم فهذا آخر ما يفكر به القائمون عليها؟، متسائلاً أنه «هل من الجائز، في هذا الظرف الإنتاجي الدرامي السيئ الذي مررنا به جميعنا، ألا تتحرك نقابة الفنانين لإنتاج ولو مسلسل حتى يشتغل فيه المنتسبون إليها؟»، مضيفاً أنه «عندما ننصحهم بإقامة مشاريع فنية، يكون الجواب دائماً: لا مال لدينا، مع أن هناك الكثير من الأموال التي تختفي، لذا أتمنى للقائمين على النقابة السعادة، وأن تدوم النقابة عليهم وتزيد أعمالهم وثرواتهم».

وفيما يتعلق بنقيب الفنان "زهير رمضان" الذي أوضح أنه جاهز للمكاشفة مع الفنان "كوسا"، قال بطل فيلم "نسيم الروح": «لا مشكلة لي مع النقيب، أنا لم آخذه بعين الاعتبار في أي مسألة تتعلق بالنقابة، لأن مشكلته الأكبر هي مع نفسه، وكل ما يُشاع عن أن هجومي على نقابة الفنانين ناجم عن رغبتي بمنصب النقيب غير صحيح، فأنا تقدمت مرة وحيدة لانتخابات النقابة وليس لمنصب النقيب، ورسبت، وعرفت لماذا حصل ذلك، لأنني لا ينبغي أن أنجح، وإنما أمثاله فقط من ينبغي أن ينجحوا، لأنهم أقوى مني، بينما أنا أضعف من النجاح في هكذا نوع من النقابات. هم أقوى بكثير ولذا نراهم بكثرة على الشاشات».

وعن تصريحه بأنه لم يُدعَ للمشاركة بأفلام المؤسسة العامة للسينما وأنه لن يُشارك في حال دُعي، لأن المشكلة الأساسية هي بطريقة تفكير هذه المؤسسة وآلية عملها، أكَّد "كوسا" أنه لم يُغيِّر رأيه، مُطالباً القائمين عليها بأن يتغيروا هم أولاً، ويُبدِّلوا آليات عملهم، قائلاً: «المؤسسة العامة للسينما تحولت إلى مزرعة شخصية لثلاث أو أربع أشخاص، وكل الناس باتوا يعرفون هذا الشيء. بالمقابل نراهم يقيمون مهرجاناً هنا ويعرضون أفلاماً للشباب هناك، لكن هذا كله جريٌ في دائرة مُفرغة. وكي لا أُغبن الناس حقّها، أرى أن صناعة أي فيلم في المؤسسة شيء جيد، لاسيما في هذه الظروف الصعبة وغير المريحة، وبالتالي الموضوع ليس شخصياً، وإنما آلية العمل هي الخاطئة، بدليل وجود مخرجَين أو ثلاثة صار لهم عشرة أعوام يشتغلون أفلاماً للمؤسسة ولم يتغيروا، والحجة جاهزة طبعاً (ليس لدينا مخرجين)، بالتأكيد لن يكون هناك مخرجون جدداً في ظل هذه العقلية الإقصائية».

وأضاف كاتب "نص لص": «أنا لا أقاتل من أجل أن أحظى بفرصة عمل، ولا أعادي المؤسسة، كغيري، من أجل أن أُسمِعَ صوتي بأنني أريد أن أُشارك في أحد أفلامها. أنا أريد للمؤسسة الوحيدة التي تنتج سينما في سوريا أن تكون ذات مستوى عالٍ، وألا تكون مجرد مزرعة شخصية، وحتى لا أكون قاسياً، في ظرفنا الحالي من الصعب أن يُنتَج شيء جيد، إذ ينبغي أن نُحاكم الأمور من منطلق أننا في معركة، ومجتمعنا مضطرب، وبالتالي أي نتاج يُنْجَز أرفع له القبعة، حتى لو كنت غير متفق معه، وحتى لو كنت أعرف أن فيه سرقة، لكن من الممكن أن يكون الناس نبلاء أكثر، وألا يكتفوا بصناعة الأفلام».

وَضْعُ الإصبع على الجرح والإشارة إلى مكامن الخلل تابعها الفنان "كوسا" فيما يتصل أيضاً بوزارة الثقافة التي سبق وصرَّح بأنها «لم تقدم سوى الاستعراضات»، مُبيناً أنه لا يستطيع أن يُجامل ويقول إن الجميع «بياخدوا العقل»، و«ما في أحلى من هيك»، وأن «المؤسسة العامة للسينما بتجنن، ومؤسسة الإنتاج التلفزيوني فاقت التوقعات، ووزارة الثقافة هائلة ولم يمر على حياتنا وزارة بهذا المستوى الرفيع»، قائلاً: «هل أنا الوحيد الذي ينبغي أن يقول ما هي العيوب؟ ينبغي على جميعنا أن نقوم بذلك، ما هذا الخلل الحاصل؟ الذريعة دائماً هي الأزمة، لكن في الحقيقة أننا كُنا نعيش نفس المواجع قبل الأزمة، والتي لا ينبغي أن تكون مشجباً نعلق عليه كل شيء، فالفساد والمحسوبيات والوساطة موجودة وكل الناس يتكملون عنها، وهي ليست اختراع، ولا تجد إلا الذين يحكون عن الوطن، وكل من تلتقي بهم يحدثونك عن الفساد، لذا أين الفساد؟ من يقوم به؟ فالكل يحكي باسم الوطن. وقلتها مرة وأعيدها الآن: "داعش" لا تخيفنا بقدر "داعش الوطن"، فالأخير يسرق قُوْتَك وقوْت أهلك وعائلتك وبلدك وشوارعك ومدرستك باسم الوطن، هذه أخطر المسائل».

وفيما يتعلق بالدراما التلفزيونية وشركات الإنتاج، يتساءل بطل مسلسل "ضبُّوا الشناتي": «هل يُعقل أن يكون شيخ المنتجين أميّ لا يفك الحرف؟»، قائلاً: أعرف أن ما أقوله مزعج، وللعلم أنا أخسر من كلامي هذا. شركات الإنتاج الخارجية قاطعتني لأنني بقيت في سوريا، ومن هم في الداخل قاطعوني لأنني أقول بأن عملهم غير صحيح، لذلك أنا الآن أودِّع المهنة، لكن المهم أنني أقول رأيي، وكما يقول المتنبي «الرأي قبل شجاعة الشجعان»، فهذه المهنة أحبُّها وهذا البلد يعنيني، وأي شيء رديء واجبي الإنساني والأخلاقي أن أتحدث عنه.

 

بواسطة :

شارك المقال:



رابط مختصر: https://qmedia.one/b/d9234414