سياحة داخلية بامتياز!
محمد عيسى محمد
اتصل بي منذ يومين صديقي مازن الفرفوش، الذي يعتبر المنسق العام لجميع الرحلات والنزهات والمشاوير ضمن الشلة التي أنتمي إليها أنا ومجموعة من الأصدقاء.
وعرض عليّ فكرة القيام برحلة إلى مدينة زحلة اللبنانية، وزيارة بعض أماكن الترفيه والتسلية للترويح عن النفس، إذ لا يوجد شك في أن لبنان هو أحد أجمل الوجهات السياحية للزيارة في فصل الشتاء، حيث تزينها الثلوج وتتباهى مرتفعاتها بالأجواء الساحرة المثالية لممارسة كافة الرياضات الشتوية المثيرة وتحديدا في شهري شباط وآذار.
وافقت على فكرة الرحلة وقررت في اليوم التالي الذهاب إلى أحد الأسواق المحلية لشراء بعض اللوازم والحاجيات للرحلة.
استيقظت صباحا، ارتديت ملابسي، وخرجت من المنزل، لتبدأ رحلتي اليومية ضمن الشوارع الدمشقية، والتي تذكرني ببرنامج المسابقات الياباني الشهير "الحصن"، الذي يشارك فيه عدد كبير من المتسابقين في المنافسة والمغامرة بألعاب جسدية ضمن عوائق ومتاهات وصعوبات ترفيهية للوصول إلى الهدف.
في البداية تحتاج رحلتي للصراع مع عدد كبير من الركاب لحجز مقعد من المقاعد القليلة بالميكروباص، وبعد عمليات الشد والسحب والدفع التي تحتاج للتمتع بقوة مصارعي السومو، استطعت أن أقفز إلى داخل الميكروباص واحتلال أحد المقاعد، لأتخطى بذلك المرحلة الأولى من الرحلة.
وعندما انطلق السائق بدأت المرحلة الثانية، وهي القدرة على تحمل الارتجاج والتأرجح بسبب الحفريات والمطبات الطبيعية والاصطناعية الموجودة في الطرقات، حيث تشعر وكأنك في إحدى الأراجيح الدوارة في مدن الملاهي العملاقة، وإن كنت محظوظا بسائق عاشق لمسابقات الفورملا 1، ستتمكن من رؤية سهل البقاع اللبناني بعد اجتياز السائق لكل مطب في الشارع.
وعند الوصول إلى مكان النزول، بدأت مغامرة الخروج من السرفيس للوصول إلى بر الأمان دون الإصابة بصفعة أو لكمة من المهاجمين.
وبعد أن تمكنت بصعوبة من اجتياز هذه الخطوة بسلامة، انتقلت لمرحلة التزحلق والنط ضمن المستنقعات والبرك المليئة بالمياه المتجمعة بسبب انسداد منظومات تصريف المياه في الشارع.
وفي نهاية الرحلة وصلت إلى السوق، وبعد جولتي ضمن المحال التجارية ومشاهدتي للأسعار الخيالية لما أحتاجه، أدركت أن كل يوم من أيام المواطن السوري هي رحلة مغامرة تشويقية وتعادل أي نزهة سياحية خارج البلاد، فاتصلت بصديقي مازن واعتذرت عن السفر معهم بالرحلة.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: