باصات النقل الداخلي تشتكي !
كريم مهند شمس
يصعد "أبو محمد" يومياً إلى حافلته التي يعمل عليها، وهو مدرك تماماً أن مخصصات مادة المازوت لن تكفيه هذه المرة أيضاً، حيث تنتهي حدود حصته عند "السفرة" الثالثة على الأكثر ليبحث بعد ذلك عن طرق أخرى لتأمين وقود بقية النهار.
وبحسب حديث الرجل لجريدتنا، فإن تخصيص حافلته لتولي خط نقل طويل للركاب بين العاصمة وريفها، جعل من المستحيل أن تكفي مخصصات البطاقة الذكية من مادة المازوت لرحلتين ذهاب وإياب (سفرة) أو ثلاث على الأكثر، وهي التي يمكن لذلك السائق أن يقضيها بنصف يوم عمله، تاركاً بقية نهاره أمام الاختيار بين المبيت المُبكر، أو تأمين المزيد من المازوت على طريقته الخاصة التي تجنب توضيحها.
"أبو محمد" طالب بحلٍ ما أياً يكن، مشيراً إلى أن ذلك الأمر يضعه بموقف محرج أمام الركاب حين يغلق باب باصه في وجههم ليتوجه مبكراً إلى محطة الوقود أو لمنزله، وكذلك الأمر أمام الشركة المالكة لتلك الباصات التي يعمل عليها الرجل كموظف في نهاية المطاف، وبالتالي هو مطالب بحد معين من الأرباح للشركة يصعب تحقيقها في ظل الضغوط المحيطة دون حلول وصفها "بالابتكارية".
ناهيك عن الدور الإيجابي الذي تلعبه باصات النقل الداخلي في تخفيف الازدحام وتأمين وسائل نقل للمواطنين في ساعات الذروة تحديداً، خاصة مع تحويل الشركة خطوط بعض باصاتها إلى المناطق البعيدة وذات الكثافة السكانية العالية في أطراف العاصمة وريفها في الأوقات التي تشهد طلباً عالياً على النقل، وفقاً لكلامه.
حيث أن الباص الواحد يملك عدد مقاعد يعادل تقريباً ما يوجد في ثلاث أو أربع آليات من "الميكرو سرفيس" مع ميزة "على الواقف" التي ترفع استطاعة الباص إلى حوالي ال٧٠ راكباً، وإذا غضينا النظر عن السلبيات الكثيرة الناتجة عن ازدحام الركاب في الباص، لكنهم في النهاية يصلون إلى منازلهم ووجهاتهم، وهو ما يفرض ضرورة رفع مخصصات تلك الآليات من مادة المازوت ولو على حساب غيرها.
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: