Saturday November 23, 2024     
00
:
00
:
00
  • Street journal

في سوريا.. لا «مافيات» ولا «نُخب»

في سوريا.. لا «مافيات» ولا «نُخب»

 

تناقلت وسائل الإعلام خبراً ع قيام "مافيا إيطاليا"، وهي مجموعة من العصابات التي تعمل خارج القانون على جمع الأموال من المخدرات وتجارة الأعضاء والقتل، بالتبرع لـ "الحكومة الإيطالية"، بمبالغ مالية لم تقل عن 500 مليون يورو، وذلك بهدف مواجهة "مرض كوورنا"، فيما ذهبت كبرى شركات انتاج المحتوى البصري المروج عبر شبكة الانترنت كـ "يوتيوب – نتفلكس"، إلى خفض دقة الفيديوهات التي تنشرها بهدف المساهمة مع الحكومات في مواجهة الضغط على استخدام "الانترنت"، خلال فترات حظر التجوال المفروضة على أغلب الدول، في حين استخدم الممثلين وصناع الدراما في مصر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، لإطلاق تحد فيما بينهم يقوم على إعالة الأسر الفقيرة ومساعدتها خلال فترة "أزمة كورونا"، التي تجتاح العالم، فأين رجال الأعمال السوريين ونجوم شاشتها من ذلك..؟

إن أزمة كورونا التي تمر على سوريا كحال بقية الدول، اظهرت مسائل خطيرة في المجتمع، فرجال الأعمال الذين استثمروا طويلاً في الأزمات التي مرّت على البلاد خلال تسع سنوات من الحرب، لم يكن لهم أي صوت خلال الأزمة، ولم يطالبهم الشارع السوري بـ "التصدق"، على الفقراء بأكثر من ضبط أسعارهم وعدم استخدام فوضى "العرض والطلب"، التي تسري نتيجة لكم المعلومات الهائل المتداول عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ليجدوا في "كورونا"، مناسبة لجعل الأرباح المحققة من أي عملية تجارية 500%، فالرقابة المؤسساتية من قبل الحكومة السورية لوحدها غير كافية في مثل هذه الأزمات، إلا أن تجار الأزمات في سوريا لم يفكروا نهائياً في احتمالات تطور الأزمة التي قد تصل إلى حد تعطيل الاقتصاد العالمي نهائياً، بما ينعكس عليهم بالدرجة الأولى، وبالتالي سيتوقف العمل داخل سوريا إن لم يكونوا من بين المساهمين بالحلول.

لم يطلب المجتمع السوري أيضاً من "الممثلين"، وصناع الدراما أن يقوموا بالتبرع لإعالة الأسر الفقيرة، لكنه لم ينتظر منهم أبداً مواقف أو تصريحات تشير إلى استهتارهم بالأزمة والإجراءات الوقائية كأن يقول أحدهم "رح قوص كورونا بس تفوت ع سوريا"، أو أن يقول آخر "إنها مجرد تهويل إعلامي"، وإن كان المقصود منهما أن يحاولا تطمين الطبقات البسيطة من الشعب السوري بمثل هذه الجمل، فإنهما عكسا هوة شاسعة بين مصطلح "النخب"، والعاملين في الشأن الثقافي والفني في سوريا، ويبدو أن هذا المجتمع بحاجة لإعادة انتاج نفسه من جديد، بما في ذلك عملية انتاج نُخب حقيقة فاعلة وقادرة على التأثير في مسار الرأي العام وتوجيهه نحو الأمثل.

بمقارنة ما فعله الممثلين المصريين من مشاركتهم في حمالات التوعية عبر صفحاتهم الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وإطلاقهم لتحدي التبرع فيما بينهم، مع يفعله غالبية صناع الدراما في سورية، يظهر جلياً أن الموهبة إن لم تكن جزءاً من مكون النفس البشرية للمثل، فإنها ستتحول إلى مجرد مهنة، وثمة فرق كبير بين أن يكون المرء مشهوراً وفاعلاً، وأن يكون مشهوراً وفقط، وعلى ذلك لابد للسوريين من إعادة النظر فيما يقدموه من منتج بصري، وألا يكتفوا بحشو المعلومات والترويج لأنفسهم على إنهم "ممثلين مثقفين"، فالثقافة دون ممارسة صحيحة لدور المثقف في المجتمع بحسب قدرته الشخصية، لا تساوي شيء عند المواطن.

"كورونا"، أزمة مجتمعية بالدرجة الأولى في سوريا، فممارسة الوعي فمع الأسف ظهر أن ممارسة الوعي من قبل كل مكونات المجتمع في أقل حالاتها للآن، ولا تنسجم مع حجم العمل الذي تقوم به الحكومة للوقاية من المرض، ولو إن السوريين ذهبوا نحو ممارسة "التكافل المجتمعي"، بصورة توازي الإجراءات الحكومية من أهمية، ستمر الأزمة بأقل قدر ممكن من الخسائر، وهذا ما يُرجى من المجتمعات حول العالم عموماً، ليصبح "كورونا"، مجرد واحدة من الأزمات التي مرّت على هذه البلاد.

المصدر: خاص

بواسطة :

Johnny Doran

Chief Editor

شارك المقال: