Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

مصير نقطة المراقبة التاسعة... وخيارات أنقرة

مصير نقطة المراقبة التاسعة... وخيارات أنقرة

محمد نادر العمري

كما كان متوقعاً فأن تداعيات السيطرة وتحرير مدينة "خان شيخون " بدأت تنضج ثمارها سريعاً في ظل الأهمية العسكرية والسياسية الكبرى لإفرازاتها، إذ لم تنتظر لساعات قليلة لتعلن من بعدها سقوطاً وتهاوياً كان حتمياً لكل قرى جيب ريف حماة الشمالي ومدنه، التي باتت معزولة تماماً، إضافة إلى فقدان نقطة المراقبة التركية في مورك أي أهمية ميدانية، بعد أن أصبحت المنطقة بيد الجيش السوري. وستشكل خان شيخون المسيطر عليها حديثاً نقطة انطلاق أساسية لتمدد قوات الجيش السوري على طول الطريق الدولية (حماة ــــ حلب) في المرحلة المقبلة. ولكن السؤال الذي يبرز اليوم ماهو مصير النقطة المراقبة التركية والمعروفة بالنقطة التاسعة في مورك بعد تحرير شمالي حماة وإحكام الحصار عليها....؟ يبدو أن هذه النقطة التركية رغم التجاذب في التصريحات بين نظام الأخيرة والجانب الروسي أمام سيناريوهان: الأول: إبقاء نقطة مراقبتها في مورك كرسالة تحدي للروسي التي أيدت عمليات الجيش السوري وباركت انتصاره في خان شيخون، الأمر الذي أشعر أنقرة بالغضب، ولاستفزاز الجيش السوري للإقدام بعمل عسكري ضد هذه لنقطة ومحاولة تركيا استثمار ذلك لجلب عدوان خارجي جديد على سوريا وهذه النقطة ستكون محور أساسي في اتصال أردوغان المرتقب خلال الساعات القادمة مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، ومحاولة إخفاء ماتحتويه هذه النقطة من أسلحة ثقيلة ومتوسطة للمسلحين بعد إيداعها في هذه النقطة خشية استهدافها من سلاحي الجو الروسي والسوري أثناء العمليات العسكرية، فضلاً عن احتمال تواجد قيادات من الصف الأول للنصرة مختبأة في هذه النقطة، ومن جانب آخر فأن تركيا لا تريد أن تجعل من إخلاء نقطتها التاسعة من مورك نموذج متكرر للانسحاب من نقاط أخرة مع كل تقدم يحققه الجيش السوري، فضلاً عن احتمال أن يحمل إنسحاب النقطة التركية السريع إشارات ودلائل مروعة لناحية استشعارهم بأمكانية التخلي عنهم وعن مشروعهم من تركيا وأن يقوموا بعمليات أمنية تستهدف الداخل التركي كآلية للانتقام منها، وهذا ما يفسر إقدام تركيا على إرسال رتل عسكري كبير والمناوشات التي حصلت بين سلاحي الجو f16 التركية وطائرات سوخوي 35 الروسية الأجواء الشمالية من سوريا منذ أيام، حتى ذهب موقع ديبكا الإسرائيلي في تحليلاته أن هذه المناوشات ستستمر وربما تتطور لتحدث صداماً جوياً بين الجانبين، في مؤشر أو ربما رسالة دعم إسرائيلية لتركيا لعدم السماح بتحرير إدلب. السيناريو الثاني يتضمن زيادة التنسيق مع الجانب الروسي لضمان خيار من اثنين أو كلاهما: 1. تحسين التموضع التفاوضي بما يضمن انسحاب آمن لجنود أنقرة، وسحب كافة آليات المجموعات المسلحة. 2. لإعادة تموضعهم في نقطة أو رقعة جغرافية ثانية غالباً تطل على الطريق الدولي. بالعموم يمكن القول بأن محاصرة نقطة المراقبة التاسعة لن يطول لأنه في نهاية المطاف لن تستطيع الصمود دون الحصول على إمدادات بكافة أشكالها ومؤنها محدودة ولاتتجاوز قدرتها على تمضية الشهر وفق بعض المعلومات، فضلاً عن ان الواقع النظري لسوتشي وأستانا يفرض أنه كما أن مناطق خفض التصعيد هي مؤقته فأن هذه النقاط أيضاً هي مؤقتة وتركيا لن تستطيع البقاء كثيراً في الصمود بوجه التيار، كما أن صراعها في محاولة كسر العظام مع روسيا والتي بدأت تتبلور في معركة إدلب لن يكون لها القدرة على تحملها، وما سيحصل من المزيد من تطورات العسكرية للجيش السوري من المؤكد أنها سترخي بظلالها في اجتماع زعماء أستانا بعد ثلاث أسابيع ليضعها بين خيارين اما القبول بالأمر الواقع وبخاصة من تركيا أو ان تكون بداية النهاية لهذا المحور.

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: