"قسد" ترتكب "الخيانة العظمى"!
لا توفر قيادات "مجلس سوريا الديمقراطية"، مناسبة لتطالب الحكومة السورية بالاعتراف بشرعية وجودها في مناطق الشمال والشرق السوري، وفي البيان الذي أصدرته مؤخراً تحت مسمى "النصر على داعش"، طالبت دمشق بالاعتراف بـ"الإدارات الذاتية المنتخبة"، كما أن بعض قيادات هذا المجلس أكدت في مناسبات سابقة أن "قوات سوريا الديمقراطية"، ستكون جزءاً من الجيش السوري بعد الوصول إلى تسوية سياسية، الأمر الذي لم يعدُ حينها كونه مجرد "غزل سياسي"، لفتح باب الحوار مع دمشق قبل أن تأمر واشنطن المجلس المشكل من قبلها بقطع الطريق على أي حوار مع الحكومة السورية تحت طائلة التهديد بقطع المساعدات الإنسانية.
وفي كل مناسبة تتبجح "القيادات الكردية"، -إن صح التعبير-، بما تسميه المشروع الوطني السوري الذي تحاول إقامته في الشمال من خلال اللامركزية، لكن هل تستقيم الوطنية والخيانة العظمى في آن معاً؟، هذا السؤال يطرح بعد التقارير التي نشرتها القناة 11 الإسرائيلية من داخل مناطق الشرق السوري، للصحفي "يوآف فيرداي" الذي قال عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه دخل الأراضي السورية لمدة خمسة أيام، قادما من أراضي إقليم شمال العراق "كردستان"، ليدخل من معبر "سميالكا" بأقصى ريف الحسكة الشمالي الشرقي إلى القامشلي، ومن ثم انتقل إلى قرية "باغوز فوقاني"، التي كانت تشهد عملية إجلاء لعناصر تنظيم "داعش"، وعوائلهم إلى مخيم الهول بريف الحسكة الشرقي.
الصحفي الإسرائيلي تنقل بسيارات تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، وفي أحد تقاريره يظهر القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية المدعو "مظلوم كوباني" ليتحدث عن الأمجاد المفترضة لـ"الوحدات الكردية"، التي نسب إليها "القضاء على داعش شرق الفرات"، على الرغم من عدم مشاركتها في المعركة نهائيا، وما حدث أن قرارا من مجلس سوريا الديمقراطية صدر بإبعاد كامل الميليشيات المكونة من المقاتلين العرب إلى الخطوط الخلفية بعد أن أتموا السيطرة على القرية والمخيم الذي كان يتحصن فيه عناصر داعش، لتظهر راية "الوحدات الكردية" منفردة في "بيان النصر" أمام كاميرات وسائل الإعلام الدولية التي سمحت لها "قسد" بالعمل في المنطقة لتغطية "المعركة الأخيرة مع داعش"، ومنها القناة الإسرائيلية المذكورة.
على الشاشة الإسرائيلية، ظهر "فيرداي" ليقص "حكاية الأكراد"، ويقول إنه التقى بعناصر تنظيم "داعش"، الذين أحبطوا بعد أن أحبط مشروع دولة الخلافة، ويعتبر أن الأكراد باتوا أمام مواجهة حتمية مع الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، ما يعني أن الغاية من هذه التقارير كانت تحمل في جانب منها دفع حكومة الاحتلال الإسرائيلي لدعم "قوات سوريا الديمقراطية"، وحمايتها من أي جموح تركي في مرحلة ما بعد تنظيم داعش، فالحديث يدور في كواليس السياسة عن منطقة آمنة في الشمال السوري بدون وجود "الوحدات الكردية" التي تتهمها أنقرة بالارتباط المباشر مع "حزب العمال الكردستاني" الموضوع على لائحة المنظمات الإرهابية من قبل مجلس الأمن.
القانون السوري يعتبر أي تعامل أو تطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي يندرج تحت جريمة "الخيانة العظمى"، وهذا يعني أن قيادات مجلس سوريا الديمقراطية، ومن شارك في جريمة إدخال الصحفي الإسرائيلي إلى الأراضي السورية متهمين بالتعامل مع العدو الإسرائيلي ويجب ملاحقته قانونياً، ناهيك عن إن الحكومة العراقية ملزمة بالتحقيق في كيفية دخول الصحفي الإسرائيلي عبر مطاراتها في إقليم شمال العراق الذي يتصرف رئيسه "مسعود البارزاني" على اعتباره دولة مستقلة، وإن كان "يوآف فيرداي"، دخل العراق على أساس جواز سفره الألماني كما فعل خلال دخوله الأراضي التونسية سابقا، فإن البحث في التسهيلات التي منحت له من قبل "أربيل" ملزم للحكومة المركزية في بغداد.
لا يمكن لـ"قوات سوريا الديمقراطية"، إنكار معرفتها بهوية "يوآف فيرداي"، ففي كل التقارير يظهر متحدثا بالعبرية من داخل الأراضي السورية، كما إن شخصية مثل "مظلوم كوباني"، ذات وزن قيادي عال في صفوف الميليشيات المدعومة من واشنطن لا يمكن لها أن تقبل بإجراء لقاء لقناة مجهولة الهوية، ما يعني أن "قسد"، تخلت رسميا عن الانتماء السوري في وقت ينشغل فيه الرأي العام الدولي بقضية اعتراف الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بالاحتلال الإسرائيلي للجولان، فهل يمكن للسوريين أن يقبلوا بأي مبرر لتطبيع "قسد" مع "تل أبيب" في مثل هذا الوقت؟
المصدر: خاص
بواسطة :
شارك المقال: