Saturday April 19, 2025     
00
:
00
:
00
  • Street journal

"المنطقة الآمنة"... هل تستطيع تركيا إقامتها بمعزل عن البقية ؟

"المنطقة الآمنة"... هل تستطيع تركيا إقامتها بمعزل عن البقية ؟

حبيب شحادة

كثرت الأحاديث والتصريحات التركية مؤخراً عن عزم تركيا إنشاء "المنطقة الآمنة"، حيث كان أخرها تصريحات "أردوغان" ووزير خارجيته "أوغلو"، عن عزم "أنقرة" إنشاء تلك المنطقة بمفردها في حال فشلت مع أمريكا في التوصل ل "صيغة وأرضية مشتركة". 

فشل المباحثات "التركية – الأمريكية"، دفع بـ"أردوغان" للاجتماع بمجلس الأمن القومي التركي لمدة 6 ساعات، قرر بنهايته أنّ بلاده ستعمل على إنشاء "المنطقة الآمنة". 

تحديداً بعد شعور "تركيا" بالإحباط نتيجة تردد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، بالسماح لأنقرة بالوجود العسكري في الشمال الشرقي لسوريا، حيث تتوجد قوات "قسد". 

كما لا تزال العقدة الكردية جوهر الخلاف بين واشنطن وأنقرة، التي عارضت المقترح الأمريكي بإنشاء المنطقة مع ألمانيا وفرنسا، لجهة رغبتها بأن تكون تلك المنطقة خاضعة بالكامل للسيطرة التركية، حيث أنّ فكرة "المنطقة الآمنة"، أتت نتيجة اقتراح "ترامب" لها في كانون الثاني من العام الماضي، خلال مكالمة هاتفية مع نظيره التركي. 

ومنذ الإعلان عن الفكرة وحتى اليوم، ما تزال الخلافات قائمة بين التركي والأمريكي بالدرجة الأولى حول طبيعة الدور التركي من عدمه، فيما يريد الأمريكي لهذه المنطقة أن تكون بعمق 5 كم2، وبقوات متعددة، بمعنى تنفيذ اتفاق أضنة لعام 1998، في حين التركي يذهب نحو أن تكون المنطقة تحت سيطرته الكاملة وبعمق 30 إلى 35 ك م2 داخل الأراضي السورية، مع إبعاد كامل للقوات الكردية. 

حيال ذلك، قام الجيش التركي باستقدام تعزيزات عسكرية جديدة إلى وحداته وقواته المنتشرة على الحدود السورية، في محاولة منه للضغط على الأمريكي بعد فشل محادثات الطرفين، وإعلان أنقرة تحضيرها لعملية عسكرية شرق الفرات لمحاربة ما تسميه "التنظيمات الإرهابية" التي تشكل خطراً على أمنها القومي. 

كما يبدو، ومما حدث في أستانا 13، أنّ التركي يناور للحصول على غطاء روسي للقيام بعملية في "شرق الفرات" انطلاقاً من دوره في التوصل لوقف إطلاق النار في إدلب، بمعنى أخر، فإن التركي قد يقايض إدلب بشرق الفرات في محاولة منه لضبط الواقع الكردي السوري وتأثيراته المحتملة والممتدة إلى الداخل التركي الكردي. 

لكن حتى اللحظة لا توجد مؤشرات توحي باقتراب تركيا من إنشاء المنطقة الأمنية، ودليل ذلك، أنّ تركيا قبيل بدئها لعملية "غصن الزيتون" في عفرين، قامت بقصف مدفعي عنيف للوحدات الكردية في عفرين قبل أسبوع من بدء العملية، كما قامت بنصب أنظمة الحرب الإلكترونية المتقدمة، "بما في ذلك التشويش على الرادار"، على الحدود السورية التركية قبل يوم واحد من بدء عملية "غصن الزيتون"، وهو ما لم تقم به أنقرة حتى الأن. 

تبقى قدرة الفاعلين الإقليمين في مسار الأزمة/الحرب السورية، ومنهم التركي، أضعف من قدرته على إنشاء منطقة أمنية بمفرده، وأقوى في قدرته على تحريك أدواته العسكرية من الفصائل المسلحة السورية، بما يعرقل أية تسوية أو اتفاق سواء في إدلب أو في مناطق حلب الشمالية الغربية.

 

المصدر: خاص

بواسطة :

شارك المقال: